السؤال
أنا متزوجة منذ سنتين وأعمل مدرسة في بلد خليجي، زوجي يرفض زيارة الطبيب لعلاج الضعف في الإنجاب عنده، وقد حاولت وأدخلت أهلي ولكن من دون فائدة وهو مقصر عني بكل شيء ماديا وعاطفيا حتى أبسط حقوقي كزوجة، ويريدني أن أكون مسؤولة عن كل شيء من مصروف إلى نفقات البيت، وكلما أردت شراء شيء بسيط لي يعمل مشكلة أنا بحاجة لطفل ولزوج وأنا حاليا أفكر في الطلاق ولكن أخاف من كلمة الطلاق لأن عمري 25 سنة. ماذا أفعل ساعدوني، مع العلم أن زوجي غير مواظب على الصلاة وقد كان في فترة الخطبة على أساس أنه مواظب على الصلاة وهو صاحب دين, لا أعلم أصبحت أشعر بعدم الأمان معه مع أنه كان اختيار أهلي فهو قريب لي مجتمعه لا يشبه مجتمعي, أنا جامعية بينما هوغير متعلم، تحملت كثيرا من الضغط في العمل من أجله كل ما أعمل به له، ولكني أرغب في طفل في الشعور بأمان. ماذا أفعل ومشكلتي أني كنت أدعو الله قبل الزواج بإنسان ذو خلق ودين والآن أشعر أن نفسي محبطة لدي عدم رغبة بالدعاء أنا أحب الله، والحمد لله ملتزمة ولكن لماذا الله بعث لي ذلك الشاب على الرغم من دعائي المتكرر له. ساعدوني أنا خائفة على ديني وآخرتي من ذلك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالزوج مطالب شرعا بأن يحسن عشرة زوجته، قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ. {النساء:19}، ومن المعاشرة بالمعروف أن يقوم بحقوقها عليه كالإنفاق عليها بالمعروف وإشباع غريزتها، وفي المقابل تقوم الزوجة بما يجب عليها تجاه زوجها وبذلك تتحقق السعادة في الأسرة المسلمة، ولمعرفة الحقوق الزوجية راجعي الفتوى رقم 27662. ونفقة الزوجة واجبة على الزوج وهو المكلف بها شرعا، ولا يلزم الزوجة العمل أو الإنفاق إلا برضاها وعن طيب نفس منها ولا يجوز للزوج إلزامها بشيء من ذلك. وانظري الفتوى رقم 35014.
والإنجاب من أهم مقاصد تشريع الزواج، فإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي للزوج الامتناع عن طلب العلاج ما دام ممكنا، ونوصي بمناصحة زوجك بالحكمة والقول الحسن سواء في أمر الإنجاب، وعليك بالإكثار من الدعاء والالتجاء والتضرع إلى الله أن يقتنع زوجك بأمر العلاج وأن ييسر لك الله الذرية الصالحة. وإن تطلب الأمر الاستعانة عليه ببعض أهل الفضل فافعلي.
وهنالك ما هو أعظم من امتناع زوجك عن الإنجاب وهو عدم مواظبته على الصلاة، فالتفريط في الصلاة أمر خطير وكبيرة من كبائر الذنوب، وتوعد الله صاحبه العذاب، فهذا الأمر آكد بمناصحته فيه وتذكيره بالله تعالى وأليم عقابه لعله يرجع إلى الله ويتوب. وراجعي الفتوى رقم 1195.
وعلى كل فالمرأة إذا كانت متضررة بالبقاء مع زوجها فلها الحق في طلب الطلاق، ولكن الحل قد لا يكون في الطلاق دائما فلا تعجلي إلى طلبه إلا بعد استنفاد وسائل الإصلاح وبعد أن يتبين لك أن الطلاق هو الأصلح لك. وللفائدة راجعي الفتويين: 37112 / 144399.
وأما قولك:" لماذا الله بعث لي ذلك الشاب على الرغم من دعائي المتكرر له...) فنرجو أن تكوني قد أوردته على سبيل الاستفهام لا على سبيل الاعتراض، لأن الله هو الحكم العدل، يحكم ولا معقب لحمه، وعادل لا يظلم عنده أحد، وهو مجيب الدعاء، والدعاء له شروطه وآدابه التي تكون سببا في إجابته، فما يدريك أن يكون قد حصل من قبلك مانع من قبول الدعاء، ويمكنك مطالعة شروط الدعاء وآدابه بالفتوى رقم 119608. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الله يعطي لحكمة ويمنع لحكمة، فقد يكون زواجك من هذا الرجل ابتلاء وامتحانا، فإذا صبرت كان لك الأجر العظيم، وراجعي في فضل الصبر على البلاء الفتوى رقم 18103. ولا ينبغي لك أن تتركي الدعاء أبدا، فأعجز الناس من عجز عن الدعاء كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم، كما أن إحسان الظن بالله واجب، وسوء الظن بالله من صفات المنافقين.
والله أعلم.