السؤال
هل يجوز أن تحب البلاد الفلانية لأن فيها علماء دين ومصلحين؟ وهل هذا من الإيمان؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما عن الجواز: فليس فيه من شك، لأنه إذا جاز أن يحب المرء البلاد بغض النظر عما إذا كان فيها علماء دين ومصلحون فمن باب أولى جواز حبها إذا كان فيها علماء دين ومصلحون، لزيادة فضلها بوجود العلماء والمصلحين. وأما الشطر الثاني من السؤال فجوابه أن محبة البلاد للسبب المذكور هو من محبة العلماء والمصلحين، ومحبة المؤمنين في عمومهم هي من مقتضيات التوحيد، وقد رتب الله تعالى عليها ثواباً عظيماً، وإن من أعظم فوائد محبة أهل الفضل أن المحب لهم يحشر معهم وينزل منزلتهم وإن كان سائر عمله لا يبلغه منزلتهم، فعن أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم.
وأخرج الترمذي من حديث صفوان بن عسال قال: جاء أعرابي جهوري الصوت قال: يا محمد، الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب.
فإذا تقرر هذا علم أن حب البلاد لأجل أن فيها علماء دين ومصلحين هو من الإيمان.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني