الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شروط صحة التوبة رد المظالم

السؤال

رد المظالم إن كان عند التائب مظالم للناس من دم، أو مال، أو عرض، أو استحلالهم منها، لا أفهم معنى هذه العبارة, فكيف تكون رد المظالم في العرض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن رد المظالم من شروط صحة التوبة، والمقصود به أن الذنب إذا كان بين العبد وبين الناس فإنه يجب فيه- مع الندم على فعل الذنب، والإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه،- أن يرد إلى الناس حقوقهم التي ظلمهم بها أو يطلب منهم المسامحة فيها والتنازل عنها.
وهذه الحقوق هي التعدي على دمائهم بالقتل أو الجناية، أو على أموالهم بالسرقة والغصب. أو على أعراضهم بالقذف والسب والغيبة. فلا تتم توبة القاتل إلا أن يمكن أولياء المقتول من نفسه حتى يأخذوا بحقهم من القصاص أو العفو عنه، وانظري الفتوى: 156609 .
ولا تتم توبة آخذ المال إلا برد المال إلى صاحبه أو استحلاله منه، وانظري الفتوى: 4603. وكذلك الأمر بالنسبة للعرض إلا أنه إن خشي في إخبارهم بانتهاك أعراضهم أن يحدث ما هو أكبر لم يخبرهم ودعا لهم، واستغفر لهم، وأظهر ما يعلم من محاسنهم ولجأ إلى الله تعالى في أن يرضيهم عنه. وانظري الفتويين: 122218، 36627.
وبهذا نرجو أن نكون قد أوضحنا لك كيفية رد المظالم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني