السؤال
أنا أعمل بشركة كبيرة كمهندس حاسب آلي، ومن قوانين المكان ارتداء البدلة أو بلوفر، والمشكلة هنا عند الوضوء حيث يجب علي خلع جميع ملابسي من الأعلى لوصول الماء إلى الكوع، والمشكلة أن الحمام مشترك فإذا خلعت ملابسي سأكون عاريا أو على الأقل بالملابس الداخليه أمام زملائي في الحمام, والكثير من الزملاء في العمل لا يصلون إحساساً منهم بصعوبة الوضوء في هذا المكان ـ والعياذ بالله ـ وأريد أن أسأل: هل يجوز المسح على ملابسي كما نمسح على الجوارب ـ الشراب ـ بشرط أن أكون قد ارتديته على وضوء؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يجوز المسح على الملابس عند الوضوء كما يمسح على الجوارب, والواجب في غسل اليدين هو أن تغسلهما إلى المرفقين وهذا ممكن بأن ترفع أكمام اليدين فقط ثم تغسل يديك إلى المرفقين: والنبي صلى الله عليه وسلم لما توضأ مرة في غزوة تبوك َذَهَبَ يَغْسِلُ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ تَحْتِ جُبَّتِهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. والحديث في الصحيحين.
فلو كان مسح ظاهر الثياب جائزا لفعله صلى الله عليه وسلم, قال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع: المسح إِنما ورد فيما يُلبس على الرَّأس والرِّجْلِ فقط، ولهذا لما كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم في تبوك عليه جُبَّةٌ شاميَّةٌ وأراد أن يُخرِجَ ذراعيْه من أكمامه ليتوضَّأ، فلم يستطعْ لضيق أكمامِه، فأخرج يده من تحت الجُبَّة، وأَلقَى الجُبَّةَ على منكبيه، حتى صبَّ عليه المغيرةُ ـ رضي الله عنه ـ ولو كان المسح جائزاً على غير القدم والرَّأس، لمسح النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم في مثل هذا الحال على كُمَّيهِ. اهــ.
ورفع أكمام البلوفر أو البدلة عن المحل الذي يجب غسله في الوضوء أمر ميسور غالبا, وعلى كل حال فلا يجزئك الاكتفاء بالمسح على ظاهر الثياب بدل غسل اليدين، ويتعين حينئذ نزع البلوفر، ولو بقي أعلى جسدك مكشوفا، أو بالملابس الداخلية فقط، إذ لا ضير كبير في ذلك، لأن عورة الرجل هي ما بين السرة والركبة، وما سوى ذلك فلا حرج في انكشافه.
والواجب عليك ـ أخي السائل ـ أن تذكر زملاءك الذين تركوا الصلاة لأجل ما ذكرته، فالدين النصيحة, وترك الصلاة من أكبر الكبائر، وقال بعض أهل العلم بكفر تاركها ـ والعياذ بالله.
والله أعلم.