الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين مجاهدة النفس والتوكل

السؤال

كيف نجمع بين مجاهدة النفس والتوكل على الله؟ حيث إن التوكل على الله هو التبرؤ من حول العبد وقوته وعدم الاتكال على النفس، لأنها ضعيفة وكما في الحديث: ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ـ ودعاء يوسف عليه السلام: وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا تعارض بين مجاهدة النفس والتوكل على الله تعالى حتى نحتاج إلى الجمع بينهما، ويتضح ذلك بتعريف كل منهما فالمجاهدة ـ كما عرفها أهل العلم ـ هي: محاربة النفس الأمارة بالسوء بتحميلها ما يشق عليها مما هو مطلوب شرعا، وقيل: هي حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة، وقيل: هي بذل المستطاع في أمر المطاع وهو الله عز وجل، قال ابن علان في شرح رياض الصالحين: المجاهدة مفاعلة من الجهد: أي الطاقة، فإن الإنسان يجاهد نفسه باستعمالها فيما ينفعها حالاً ومآلاً وهي تجاهده بما تركن إليه بحسب طبعها وجبلتها من ضد ذلك، ولكون المجاهدة مع النفس التي بين جنبي الإنسان وهي لا تخرج ولا تنفك عنه كان هذا الجهاد الأكبر.

وقال ابن عثيمين: المجاهدة تعني مجاهدة الإنسان نفسه ومجاهدته غيره، فأما مجاهدة الإنسان نفسه فإنها من أشق الأشياء ولا يتم مجاهدة الغير إلا بمجاهدة النفس أولا.

وانظر الفتوى: 3293.

أما التوكل فإن معناه: الاعتماد على الله سبحانه وتعالى وتفويض الأمر إليه والثقة به، فهو من أعمال القلوب، ولذلك فهو لا يتنافى مع المجاهدة والعمل، بل إن المرء في مجاهدته لنفسه يجب أن يظل متوكلا على الله، مؤمنا بأن نفسه لن تطيعه إلا بإرادة الله، وانظر الفتويين رقم: 65589، ورقم: 53203، وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني