السؤال
أنا أعرف أن الجنة تحت أقدام الأمهات، ولكن أمي عصبية جدا وأحينا تكلمني بعصبية فأغضب وأبدا أكلمها بعصبية، لأنها تغضبني بكلامها دائما وأحاول أن أهدئ نفسي لكن أمي تستمر في إغضابي، أما أبي فهو عكسها يكلمني بهدوء، لهذا فأنا لا أغضب أمامه أبدا، أرجو أن تفيدوني فيما أفعل إن عادت أمي لا تكلمني بطريقة فظة كالعادة، مع العلم أنني أريد إرضاءها ولا أقصد إغضابها إلا أنها عندما تغضبني لا أتمالك نفسي، وشكرا لكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنّ حق الأم عظيم وعقوقها من أكبر الكبائر، فلا يجوز لك الإساءة إليها أو إغلاظ القول لها مهما صدر منها، والواجب عليك التوبة مما وقع منك من مغاضبتها والحرص على مخاطبتها بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، قال تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا { الإسراء:23،24}.
قال القرطبي: وقل لهما قولا كريما ـ أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما، قال عطاء: وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما ـ ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ.
وعليك مجاهدة نفسك لاجتناب الغضب، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي، قَالَ: لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ لَا تَغْضَبْ. رواه البخاري.
قال ابن رجب: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرز منه جماع الخير.
واعلمي أنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه.
وأكثري من ذكر الله ودعائه فإنه قريب مجيب، ولمزيد من الفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.