الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وسواس النجاسة

السؤال

أردت أن أسأل عن حكم الطفل الذي يبلغ عمره 6 سنوات، ويضع يده في ذكره، وهو لا يتشطف بعد قضاء الحاجة، وبعد ذلك مباشرة يقوم بلمس الأشياء وملابس أولادي وشعرهم، وأنا بصراحة كنت أعاني من وسواس قهري وتقريبا تلاشى، لكن مع هذه العائلة أعاني من عقدة فظيعة، ولا أقبل أي نصح وأحس أن نجاساتهم مختلفة عن باقي الأطفال؛ لأنهم لا يهتمون نهائيا بالنظافة والطهور والسنن. ماذا أفعل فلقد أصبحت حياتي جحيما بسببهم، ولا تقل لي لا تلتفتي للوسواس لأنه ليس وسواسا، أنا أتكلم من وقائع أراها، وقلت إني لن أحكم على الشيء إلا عند ما أراه عين اليقين. لا أعرف هل تخيلت أنه وضع يده في ذكره هذه المرة أم في جيبه وبقيت ألوم نفسي لأني لم أدقق النظر ولم أسأل زوجي هل يده في جيبه أم لا، لكني أؤكد لك أنه يفعلها سابقا. هل أنا مجنونة علما أنهم استغلوا مرضي وقاموا بفعل ما أضجر منه أمامي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تعرضي عن الوساوس جملة، وألا تلتفتي إلى شيء منها، فإنك لم تقعي في هذه الحيرة وهذا الهم والعناء إلا بسبب هذه الوساوس عافاك الله منها، ولا تحكمي على شيء بالنجاسة بمجرد الشك، فما دمت تشكين هل لامست يد هذا الطفل النجاسة أو لا فالأصل أنها لم تلامس النجاسة، ثم اعلمي أن هذا الطفل لو مس فرجه وهو غير متطهر من البول فلا يلزم من هذا أن النجاسة قد أصابت يده، ولو فرضنا أن يده تنجست فإنها لا تنجس ما تلقاه من الأشياء الجافة إذا كانت جافة، ولا يلزمك أن تتعبي نفسك في التفتيش هل تنجست يده أو لا، فإن هذا من جملة الوساوس، والخلاصة أن عليك أن تعرضي عن هذه الوساوس، وألا تحكمي بتنجس شيء إلا إذا تيقنت يقينا جازما لا يتطرق إليه شك أنه قد تنجس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني