السؤال
شيخنا الفاضل أنا فتاة قدر الله أن يبتليني بمرض الذئبة الحمراء، وقد نشط المرض في الأشهر الخمسة الأخيرة مما أثر على أطرافي: الأرجل والأيدي، فشاء الله أن تبتر هذه الأطراف وسيتم الاستعاضة عنها بأخرى صناعية.
وسؤالي شيخي الفاضل أنني أدعو الله و أرجوه أن يعوضني بأطراف أخرى حقيقية أي أن تنمو الأطراف المبتورة من جديد وما هذا على الله بعزيز، ولكن هل يجوز أن أدعو الله أن يحقق لي هذه المعجزة؟ وهل هناك أي تعد أو خطأ في هذا الدعاء؟ وهل هناك صيغ معينة أو مستحبة أرجو الله فيها تحقيق هذه الأمنية العظيمة؟ وهل بدعائي هذا أكون قد طلبت وقوع شيء غير معقول؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء وأن يعوضك خيرا مما فقدت.
و أما الدعاء بأن يعوضك الله أعضاء حقيقية فقد سبق أن ذكرناه في الفتوى رقم : 164747، والفتوى رقم : 154527 .
وننصحك بدعاء الله أن يبارك لك في بقية أعضائك ويعوضك عما أصبت به، وأن تتذكري أن هذه المصائب التي تصيب المرء في نفسه أو أهله أو ماله تكون كفارة لذنوبه، فاحتسبي الأجر عند الله في ذلك فقد روى الشيخان من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولاحزن ولا أذى ولاغم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض. رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
فالمؤمن يصبر ويرضى بقضاء الله تعالى، ويبصر الرحمة من خلال البلاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه، و ابن ماجه، وحسنه الألباني.
وقد سبق لنا ذكر بعض البشارات لأهل البلاء، وبيان الأمور المعينة على تجاوز المصائب، في الفتويين: 18103 ، 5249.
ومن الأدعية المأثورة العامة التي تفيدك دعاء يونس عليه السلام : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون لم يدع بها عبد مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له. رواه الترمذي وغيره.
وفي رواية له: إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
والله أعلم.