السؤال
أحببت شابا من اليمن من خلال معرفتي له بالنت، رفضت تلك العلاقة واستحرمتها لكنه أقنعني أن الحب غير حرام ولم تخرج علاقتنا عن النطاق الخارج عن الأدب، ولكنه تمنى أن أكون زوجته فوجدت فيه ووجد في ما يتمناه الآخر في شريك حياته، ولكنه قال لي إن الارتباط بيننا مستحيل بحكم أن كل واحد من بلد، وكل منا له عادات وتقاليد، وأنه سيرتبط بأخرى اختارها له الأهل، وقال لي الآن أنا أخ وصديق لكن الحب الآن لمن سيرتبط بها فقط وذلك آلمنى، وكدت أموت من الألم، أنا أعرف أنني أخطات وظلمت نفسي كثيرا أرجوكم أريد أن أعرف هل ظلمني؟ وفعلا الارتباط بيننا مستحيل كما يقول؟ فلماذا تخلى عنى هكذا وهو ما زال يحبني ولا يجد في الأخرى تلك الصفات وعلى الرغم من ذلك سيتزوجها؟ أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنك جنيت على نفسك حين فتحت لنفسك بابا للحديث مع هذا الشاب من خلال الأنترنت في أمر لا يجوز أن يكون بين أجنبيين ألا وهو الحديث عن الحب، فوقعت بذلك فريسة لأحد الذئاب البشرية التي تلعب بعواطف الفتيات، فهو لم يظلمك وإنما أنت التي ظلمت نفسك، وقد خدعك حين قال لك إن الحب ليس حراما، وهو بلا شك يعني مثل هذا النوع من الحب الذي يسعى الإنسان من أجله ويكون من كسبه، فهذا النوع محرم، وراجعي تفصيل القول فيما يعرف بالحب قبل الزواج بالفتوى رقم: 4220.
ولا ندري كيف جاز لك الحكم على هذا الشاب بأنه اللائق بأن يكون زوجا لك، وفي المقابل أنك من تصلحين زوجة له هل حصل كل هذا من مجرد محادثات كانت بينكما من خلال الأنترنت، لا تخلو من أن يتظاهر فيها كل من الطرفين للآخر بحسن الخلق وطيب المعشر ونحو ذلك من الصفات الحسنة، ومن خلال الواقع تبين أن الزواج الذي يتم على أساس مثل هذا النوع من التعارف غالبا ما يكون مصيره الفشل مع دعوى كونه قائما على الحب وهو حب زائف، فنصيحتنا لك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تحمديه سبحانه أن صرف عنك هذا الشاب، وسليه سبحانه أن يرزقك زوجا صالحا، واسلكي السبل المشروعة في البحث عنه، وراجعي الفتوى رقم: 18430، ففيها بيان جواز بحث المرأة عن الزوج الصالح في حدود ما جاء به الشرع.
وينبغي الحرص دائما على الاستشارة والاستخارة ليتم التوفيق، وراجعي في الاستخارة في النكاح الفتوى رقم: 19333.
والله أعلم.