الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تصح التوبة بغير ندم

السؤال

لي صديق يعاني من مشكلة كبيرة، كان يعصي الله كثيرا سرا وعلانية، وذنوبه كبيرة وكثيرة جدا، ولكنه قرر أن يرجع إلى الله ولكنه لم يندم على ذنوبه؛ لأنه وللأسف بعض من هذه الذنوب تلازمه منذ الصغر أى تربى عليها. وواظب على الصلاة فى المسجد ويسير فى طريق الهداية، ولكن وللأسف تسيطر عليه فى نفسه دائما عند ما يذكر الله تعالى في الصلاة أو عندما يقرأ القرآن أو عند الأذكار سب الله (اللهم ارحمنا)...والمؤلم أن هذه الأفكار تلازمه دائما وتقف عائقا بينه وبين التقرب إلى الله. والذى يؤلمه أكثر أن هذه الأفكار لم تكن فى نفسه قبل التوبة أى عند معصية الله، وهو يخشى أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى عنه ولا يتقبله من عباده التائبين الصالحين. فهو يعلم أن الله يهدى من يشاء...
ماذا يفعل فى الذنوب التي لم يشعر بالندم عليها؟ وماذا يفعل في المصيبة التي تسيطر عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب على هذا الشخص، وليعلم أن توبته لا تكون مقبولة إلا إذا ندم على ما فرط منه من التقصير والتفريط في جنب الله تعالى، ولتراجع الفتوى رقم: 134518 . لبيان كيفية تحصيل الندم على الذنب، وأما هذه الوساوس فإنها من كيد الشيطان ومكره، فإنه لما رأى بوادر استقامة هذا الرجل ساءه ذلك فرماه بالوساوس ليبعده عن الله تعالى ويحول بينه وبين الخير، فعليه ألا يلتفت إلى هذه الوساوس ولا يعيرها اهتماما، وليعلم أنها لا تؤثر في إيمانه ما دام كارها لها نافرا منها، بل كراهته لها ونفوره منها دليل على صدق إيمانه إن شاء الله. ولتراجع الفتوى رقم: 158373 ، والفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني