السؤال
شيخنا: تباينت آراء الشيوخ في حلية العمل في البنوك الربوية بوجود عذر (عدم إيجاد عمل آخر).
أعمل الآن في بنك ربوي وأنا كارهة لذلك أشد الكره، ولا أيأس من البحث عن وظيفة أخرى . وفي الوقت الحالي أنا متزوجة وزوجي وجد عملا بعد أن كان عاطلا عن العمل لفترة وكنت أعيل البيت .
الآن أنا في أشد الرغبة لترك العمل ولكن زوجي وأهلي لا يشجعونني على ذلك، ويحثونني على أن أنتظر لحين استقرار عمله أو إلى أن أجد عملا آخر وذلك بدعمهم لفتوى أحد الشيوخ.
أنا محتارة جدا وخائفة من غضب الله، ولا أستطيع أن أقرر وأكون حاسمة في القرار.
أرجوك ساعدني بالمشورة الحسنة . ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالربا من أشد المنكرات وأعظمها إثما، ولا يختص إثم الربا بآكله أوموكله بل يشمل من يعينهما عليه، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا جماعة : آكله وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء . والعامل في البنك الربوي لا يخلو عمله غالبا من مباشرة العقود الربوية أوالإعانة عليها ، فالواجب عليك أن تستقيلي من هذا البنك فوراً، وأن تبادري بالتوبة إلى الله عز وجل، والزوج هو المسؤول عن نفقتك ونفقة عياله. وقد وجد وظيفة وعملا فلا عذر لك في البقاء في ذلك العمل، وإن أمرك زوجك أوأهلك فلا طاعة لهم في معصية الخالق سبحانه وما يجلب سخطه، ففي صحيح ابن حبان وغيره بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله سبحانه وتعالى بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس. وانظري الفتوى رقم: 154465.
وقد بينا ضابط الضرورة المبيحة للعمل المحرم في الفتوى رقم: 65327.
والله أعلم.