الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الإعراض عن الوساوس يؤدي إلى استدامة العناء وتمكن الشيطان من النفس

السؤال

لقد ضاقت بي فأنا أعاني من وسواس الطهارة والنجاسات منذ سنوات، وأريدكم أن ترشدوني ماذا أفعل. فأنا أبدل ملابسي عند كل فرض وأصبحت أرى أن منزلي كله نجس حتى إني غيرت أكثر من مرة، وفي كل مرة يتجدد الوضع، وإذا دخل أحد أبنائي الحمام ثم خرج ومسك بيده قطعة من الأثاث أصبحت أراها نجسة، وإذا تبول أحدهم على فراشه وغسلته لا أتيقن من طهارته وأراه نجسا، كذلك إذا ضممت أحد أبنائي أستحم وأشعر بأنه نجس، أنا أعاني جدا جدا وأصبحت حياتي حبيسة للاغتسالات والماء. أريد أن أتعافى و الله ضاقت بي الدنيا. فهل إذا غسلت الفراش بعد ما تصيبه النجاسة تطهر بهذه الصفة أن أصب الماء عليه ثم أمسحه بمنشفة نظيفة وأصب الماء مرة أخرى وأمسحه بمنشفة أخرى تذهب النجاسة أم تنتقل للمكان المجاور مع المسح؟
وهل إذا كانت ملابسي مبتلة والنجاسة يابسة وجلست أو لمستها بيدي تنتقل النجاسة.
ماذا أفعل وأي كتب أقرأ وكيف السبيل للخلاص من ذلك؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما نسأل الله لك العافية، وعلاج ما تعانين منه هو أن تعرضي عن الوساوس جملة فلا تلتفتي إلى شيء منها، فمهما وسوس لك الشيطان بنجاسة شيء معين فلا تلتفتي إلى وسواسه، واعلمي أن الأصل في الأشياء كلها الطهارة فلا تنتقلي عن هذا الأصل إلى الحكم بالنجاسة إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، واعلمي أنك تتقربين إلى الله تعالى بالإعراض عن هذه الوساوس، وأنك إن لم تعرضي عنها فإنك تمكنين الشيطان من نفسك وتظلين في هذا العناء، وهذه الطريقة التي تذكرينها في غسل الفرش المتنجسة كافية في تطهيرها، فإن غمر الفراش المتنجس بالماء كاف في تطهيره إذا جرى الماء على الموضع المتنجس ولا تحتاجين إلى مسحه بخرقة أخرى، وإذا جلست وثيابك مبتلة على مكان متنجس لم تنتقل النجاسة إلى ثيابك في أحد قولي العلماء، وانظري الفتوى رقم: 154941 ، ويسعك أن تعملي بهذا القول حتى يعافيك الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني