السؤال
أخي سؤالي هو عن الظلم: فأريدك أن تخبرني بأني مظلوم أم ظالم و الحادثة هي أني كنت في المدرسة في صفي الدراسي، و كنت جالسا على كرسي، ثم بعد ذلك فتحت كتابي لأراجع دروسي و أنا غير مركز إلا في الكتاب فجاءني المدرس و قال لي ما معناه كما كنت أذكر، من الذي كان واقفا عند النافذة، فقلت له بما معناه أني لم أر لأني كنت مركزا في الكتاب فقط، فقال لي حسب ما أذكر ما معناه أنه سيحسم من درجاتك مع أني لم أر حقاً لأن تركيزي في الكتاب، و لكني سمعت أحداً يقول: اجلس يا براك و مع ذلك فإني لم أر و إن كنت رأيت فأنا لم أركز و هذا كان قصدي لا أعلم. فهل أنا ظالم أو مظلوم ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أصبت في قولك الحق، فالمسلم يتعين عليه التأكد مما يقول لأن الأصل في الشهادة أن تكون عن مشاهدة وعلم، لقوله تعالى: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {الزُّخرف:86}. وقوله تعالى حكاية عن إخوة يوسف: وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا {يوسف: 81}. فأخبر سبحانه وتعالى أن الشهادة تكون بالعلم.
قال القرطبي في التفسير: تضمنت هذه الآية جواز الشهادة بأي وجه حصل العلم بها، فإن الشهادة مرتبطة بالعلم عقلاً وشرعاً، فلا تسمع إلا ممن علم، ولا تقبل إلا منه. اهـ.
وقال ابن قدامة في المغني: وما أدركه من الفعل نظراً أو سمعه تيقناً وإن لم ير المشهود عليه شهد به. وجملة ذلك أن الشهادة لا تجوز إلا بما علمه، بدليل قول الله تعالى: إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ، وقوله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ، وتخصيصه لهذه الثلاثة بالسؤال لأن العلم بالفؤاد، وهو يستند إلى السمع والبصر، ولأن مدرك الشهادة الرؤية والسماع، وهما بالبصر والسمع. وروي عن ابن عباس أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهادة؟ قال: هل ترى الشمس؟ قال: نعم، قال: على مثلها فاشهد أو دع. رواه الخلال في الجامع بإسناده. انتهى.
وعليه فإن شهدت بما علمت ثم عوقبت على ذلك فإنك مظلوم، وننصحك بمراجعة المدرس والتأكيد له أنك لم تر شيئا لأنك كنت تطالع في الكتاب ونسأل الله تعالى أن يصلح شأنك .
والله أعلم.