السؤال
سؤالي يتمحور عن عادة دأبنا عليها منذ صغرنا في المغرب وكامل دول شمال إفريقيا، والعادة تتمثل في التسليم بالوجه على بنات ونساء العائلة أقصد مثلا بنت الخالة أو الخالة أو حتى صديقة الوالدة ـ أطال الله عمرها ـ وقد سمعت بعض الفتاوى تحرم التسليم بالوجه على المرأة غير الأم و الزوجة، فهل هذا صحيح؟ أم هناك أشخاص بعينهم يمكن التسليم عليهم بالوجه دون تردد؟ وكيف كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص هذا الموضوع؟ أعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبه أولا إلى أنه ينبغي أن تكون عادات المسلمين منطلقة من أصول دينهم ومن قيم وأخلاق الإسلام، وهذا أمر مهم يغفل عنه كثير من مجتمعات المسلمين فيظنون أن لا دخل للدين في هذه العادات والتقاليد فيخبطون فيها خبط عشواء، ولعلك تقصد بسؤالك التقبيل أو تلامس الخدين عند اللقاء والتحية، فإذا كان الأمر كذلك وكان بين الرجال والنساء الأجنبيات عنهم كبنات الخالة وبنات العمة وصديقة الأم ونحوهن، فهذا منكر وباب من أبواب الفتنة عظيم لا يفعله مسلم يخشى الله، وهو آكد في التحريم من المصافحة بالأيدي والتي قد دلت الأدلة على تحريمها، فإذا كان الشرع لا يجيز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية عنه، فكيف بالتقبيل، وتراجع الفتوى رقم: 170629.
وتقبيل المحارم يمكن أن تراجع فيه الفتويين رقم: 3222، ورقم: 18773.
وننبه إلى مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل بين الأقارب دخولا على النساء أو جلوسا معهن أو حديثا إليهن إلى غير ذلك من أنواع التعامل، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتويين رقم: 98295، ورقم: 27683.
والله أعلم.