الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم إن رأى في نومه أنه يمارس اللواط أو تخيله في اليقظة

السؤال

 لدي صديق يحتلم وكأنه يقوم بعمل اللواط مع صديق آخر. فما الحكم في هذا؟ وما حكم من يتخيل وكأنه يقوم بعمل اللواط مع شخص آخر هل يعد لواطا حقيقيا؟ حفظنا الله وإياكم من فتن الدنيا وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا إثم على النائم إذا رأى أنه يمارس ما هو محرم شرعا، لأن ما يرى لا حقيقة له، و كذلك لا يعتبر تخيل فعل اللواط لواطا حقيقيا، ولا إثم فيه أيضا ما دام مجرد خيال وخاطر؛ لأن حديث النفس مما تجاوز الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه مسلم.
لكن ينبغي للمسلم حفظ خاطره وصونه ما استطاع عن الفكر في المحرمات وما لا فائدة فيه، فإن الكثير من الفساد منشؤه الخواطرالفاسدة.

قال ابن القيم في طريق الهجرتين : قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم فيجد العبد نفسه عاجزا أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة . انتهى.

وانظر الفتوى رقم :12544،والفتوى رقم :135420.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني