السؤال
وجدت صديقتي قطعة صغيرة جدا من الحشيش مع زوجها فواجهته فبرر ذلك بأنها هدية لبعض الأفراد لإنجاز بعض الأشغال، وتعهد بأنه لن يفعل ذلك وحلف يمين الله، ثم تكرر نفس الموقف للمرة الثانية، وفي المرة الثالثة اكتشفت ذلك ولم تواجهه، وتفكر في ترك المنزل له، ولكنها لا تريد أن تكشف أمره لآخرين فهو يحسن معاملتها جدا، ولكنه لا يصلي وحاولت معه كثيرا جدا، ودائما يوعدها ولكنه لا ينفذ فماذا تفعل معه؟ علما بأن الكل يشهد له بحسن الخلق والمعاملة، ولكنها لا تريد حتى النظر في وجهه لاقترافه ما يحرمه الله وتخشى على أولادها وعلى نفسها من عقاب الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول هذا الرجل بأن هذه الحشيشة هدية هو العذر الأقبح من الذنب ـ كما يقولون ـ فإنه لم يكتف بأن يكون آثما في نفسه حتى ضم إلى ذلك إعانة الغير على الإثم، ليحمل وزرا إلى وزره، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ {المائدة:2}.
وقال سبحانه: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ {النحل:25}.
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. رواه مسلم.
ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 17651، ففيها بيان حكم الحشيشة.
والأدهى من ذلك والأمر تركه للصلاة، وقطعه الصلة بينه وبين ربه، فترك الصلاة ذنب عظيم، بل ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصلاة ولو كان تركه لها تهاونا، ولكن الجمهور على أنه فاسق، ويمكن مراجعة الفتوى رقم: 1145.
فهذا الرجل يجب نصحه وتذكيره بالله تعالى وبسوء عاقبة أمره إن لقي الله على هذا الحال، فإن تاب إلى الله وأناب فالحمد لله، وإلا فلتسع في مفارقته بطلب الطلاق منه فلا خير لها في معاشرة مثله، ومن حق المرأة طلب الطلاق لفسق الزوج، كما هو مبين بالفتوى رقم: 37112.
نسأل الله له التوبة والهداية إلى الصراط المستقيم ونوصيها بكثرة الدعاء له ففي صلاحه خير له ولها ولأولادهما.
والله أعلم.