الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان يوقع المرء في اليأس لينكد عليه حياته

السؤال

تعرضت للاغتصاب من طرف أخي الأكبر وأنا في سن الخامسة من عمري وظل يمارس معي حتى بلغت 13 سنة حتى تزوج وذلك تحت التهديد بالضرب وعقوبات أخرى وكذلك حدث مثل ذلك مع ابن عمي نظرا لأنني كنت في طفولتي جملا جدا كما يقولون ومررت في حياتي ببعض المشاكل الأخرى التي أدت جميعا إلى عدم انتصاب العضو عندي وعدم الرغبة الجنسية نهائيا وقد حاولت مقاومة رغبة الشذوذ الجنسي وتعمقت في الدين وحفظت الكثير من القرآن مما أدى إلى زيادة الاكئتاب النفسي بعد أن عرفت عقوبة قوم لوط، أعيش عذابا في عذاب في عذاب، لأنه شيء يخالف الإسلام وتعاليم الدين، عذاب الرغبة الجنسية المسيطرة على عذاب مقاومة هذه الرغبة، تزوجت في محاولة للبعد والالتزام بطريق الجنة، ولكنني أضفت عذابا نفسيا آخر لكل العذاب الذي أنا فيه حيث حب زوجتي الجنوني لي في الجنس مع كرهي للجنس يسبب لي كثيرا من المشاكل والعذاب والضغط النفسي ذهبت لدكاترة نفسيين كثير ولكن لا أجد لمشكلتي حلا أعيش الآن على مهدئات ومنومات وحبوب للاكتئاب النفسي، لأنني في صراع دائم وفظيع بين ديني وأخلاقي وعاداتي وتقاليدي المحافظة وضميري الذي يعذبني دائما وبين رغبة جامحة مسيطرة علي غصبا عني لا أستطيع المقاومة طول الوقت مع الصراع الداخلي بين طموحي للجنة ورعبي من دخول النار، وبعض الأطباء النفسيين يقولون لي إن هذا لا ذنب لي فيه وأن ربي سيغفر لي، فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن من السوء بمكان أن يحصل مثل هذا الفعل الشنيع الآثم ممن يرجى منه حمايتك وأنت في سن الطفولة لا أن يكون هو المعتدي، ومن جهتك أنت فعليك بالاجتهاد في نسيان هذا الأمر والتوجه إلى الله تعالى بكل تضرع وقلب حاضر أن يعينك في ذلك، فقد أمر بالدعاء ووعد بالإجابة حيث قال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 99439، ففيها بيان آداب الدعاء وشروطه.

وأما خوفك من عذاب قوم لوط فيمكنك دفعه بتذكر أنك في ذلك الوقت كنت صبيا، والصبي غير مكلف فلا يؤاخذ بما فعل من آثام، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، وذكر منهم: الصبي حتى يبلغ. رواه أحمد وأبو داود من حديث علي رضي الله عنه.

وعلى فرض أنك فعلت شيئا من ذلك وأنت بالغ، فمن تاب إلى الله تعالى فإن الله يتوب عليه، فلا تيأس أبدا ولا تشغل نفسك بهذا الأمر، ولا تستسلم للشيطان في محاولة إيقاعك في اليأس لينكد عليك حياتك، كما أن اشتغالك بذكر الله تعالى والحرص على الطاعات ولا سيما الصلاة وقيام الليل من خير ما يعينك على تجاوز هذا الضغط النفسي فهون على نفسك، ويمكنك أن تكتب لقسم الاستشارات بموقعنا لمزيد من التوجيهات المفيدة، ولا بأس بأن تواصل مراجعة الثقات من الأطباء النفسيين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني