السؤال
طلبت مني ابنتي أن أقرأ موضوع تعبير كتبته في مادة اللغة العربية و أصححه لها، و عندما رأيت الموضوع أول ما وقعت عيني عليه هو كلمة الله سبحانه و تعالى كانت قد استخدمت هذه الكلمة في الموضوع و إذ بي يخرج ريح مني، و قلت في نفسي أستغفرالله إني فعلت هذا عن قصد عند ما قرأت كلمة الله و أنا لا أعلم. فهل فعلت هذا عن قصد أم لا؟ خصوصا أن شيئا بداخلي و أحس أني فعلت هذا عن قصد ثم أقول لا هذا غير ممكن. فهل أنا كافرة بما فعلت لأني تجاوزت حديث النفس و أخرجت ريحا و هذا يعتبر فعلا؟
و مرة كنت أريد أن أقول عن شخص صفة فأخذت أفكر في نفسي أن أقول هو جبار، فقلت لا هذا اسم لله سبحانه و تعالى و هكذا، لكن المشكلة أني قلت في نفسي صفة ظالم، و في البداية قصدت أنها من أسماء الله الحسنى و العياذ بالله فقلت لا هذه ليست من صفات الله سبحانه و تعالى فالعدل هو من أسماء الله الحسنى. فهل أنا كافرة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأخت السائلة مصابة بشيء كبير من الوسوسة في الاستهزاء بالدين، والذي ننصحها به هو أن تطرح هذه الوساوس جانبا ولا تلتفت إليها لأنها من كيد الشيطان ومحاولته تشكيكها وإتعابها، وإيهامها أنها تستهزئ بالله تعالى بإخراج الريح عند رؤية كتابة اسمه وهي لم ترد ذلك، وكذلك مسألة التفكير في وصف شخص بأنه جبار، وما تبع ذلك من خيالات فإنه لا يعتبر كفرا لأنها مجرد وساوس وهي تكره منها ما لا يليق بالله تعالى، ثم إن لاسمه تعالى الجبار ثلاثة معان ذكرها العلماء.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مجموع الفتاوى له : الجبار له ثلاثة معان : الأول : جبر القوة ، فهو - سبحانه وتعالى - الجبار الذي يقهر الجبابرة ويغلبهم بجبروته وعظمته، فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته وفي يده وقبضته. الثاني: جبر الرحمة، فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغنى والقوة، ويجبر الكسير بالسلامة، ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها، وإحلال الفرج والطمأنينة فيها، وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله . الثالث : جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عال عليهم، وهو مع علوه عليهم قريب منهم يسمع أقوالهم، ويرى أفعالهم، ويعلم ما توسوس به نفوسهم.انتهى.
ولتراجع الفتوى الفتوى رقم :163291 ، والفتوى رقم:51239، لبيان كيفية التغلب على الوساوس.
والله أعلم.