الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حفظ الأهل والأولاد عن المنكرات لا يساويه المكاسب الدنيوية الزائلة

السؤال

أنا أعيش في كندا و أعمل كمحاسب و الحمد لله في شركة صغيرة لا تبيع أي شيء حرام. أريد أن أعود إلى بلدي كي أربي ولدي إن شاء الله في بيئة مسلمة. لكني لا أعتقد أنه باستطاعتي أن أجد عملا براتب معقول في شركة لا تعمل في الحرام. فقد يسهل علي والله أعلم أن أجد عملا في بنك ربوي أو مكتب محاسبة يراجع حسابات شركات بعض منها تبيع الحرام كالخمر و التأمين الربوي إلخ...
فمذا أفعل إن لم أجد, فهل أغامر بعقيدة ابني في الخارج أم أعود و تمتد يدي إلى الحرام نظرا لقلة فرص العمل في بلادي.
فهلا أعنتموني بالنصيحة الصادقة و جزاكم الله كل خير عنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعملك محاسبا في شركة مجال نشاطها مباح ولا تتعامل بالحرام لاحرج فيه، لكن تربية الابن وحفظ النفس والأهل من المعاصي والمنكرات مقصد شرعي متعين، ولا يمكن مساواته بمكسب دنيوي زائل ، وخشيتك من أن لا تجد عملا مباحا في بلدك لا ينبغي أن يكون عائقا لك عن الهجرة إلى بلدك ومن يترك شيئا لله يعوضه الله خيرا منه قال تعالى:، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {2}وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:3}.

وبالتالي فنصيحتنا لك أن تستخير الله تعالى وتتنتقل بأهلك إلى بلدك أو إلى بلد إسلامي تجد فيه ما يسد حاجتك و تربي فيه أبناءك على العقيدة ويتخلقون فيه بأخلاق الإسلام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني