السؤال
أنا آكل باليد اليسرى باختصار كل عملي باليد اليسرى قالوا لي حرام الآن أريد أن أجبس يدي اليسرى كي أتعلم أن آكل باليد اليمنى ما هو حكم الشرع بذلك؟
أنا آكل باليد اليسرى باختصار كل عملي باليد اليسرى قالوا لي حرام الآن أريد أن أجبس يدي اليسرى كي أتعلم أن آكل باليد اليمنى ما هو حكم الشرع بذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه من تمام نعمة الله علينا، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا، فما من خير إلا دلنا عليه، وما من شر إلا حذرنا منه، ومن ذلك: بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له، ومن ذلك كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه.
ففي الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَمَِ الله تعالى، وكل بيمنك، وكل مما يليك" .
وفي صحيح مسلم : أن رجلاً أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال له صلى الله عليه وسلم: "كل بيمينك". قال: لا أستطيع!! قال: "لا استطعت" ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه.
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق ما ألصقه بنفسه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه لم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وكذبه في اعتذاره. والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد.
ولهذا، فمن السنة تقديم اليمنى في كل ما هو من باب التكريم: كالوضوء، والغسل، واللبس، ودخول المسجد والمنزل، والسلام، والأكل والشرب، واستلام الحجر الأسود، والأخذ، والعطاء، والخروج من الخلاء...
وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه، وما كان من أذى.
وبهذا يتبين للسائل الكريم أن عليه أن يعود نفسه على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففيها الخير الكثير وخاصة ما يتعلق بالأكل والشرب، وهو شيء سهل ولله الحمد، فالعلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر...
ولتحذر أخي الكريم من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].
ولتعلم أن تجيبس اليد ليس بعلاج لمشكلتك مع ما يترتب عليه من المفاسد مثل: الصلاة بحائل، ونحو ذلك.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني