السؤال
نحن مسلمون في بلاد الغرب ونحتك بهم في أغلب مجالات الحياة اليومية كالجامعات والأسواق وكجيران، إلخ، ونظرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية ـ فهل لكم أن ترشدونا إلى طرق تساعدنا على تبليغ دين الله لهم وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حق مع العلم أن بعضهم يؤمن بوجود إله ولكن لا يؤمن بنبي, وآخرون لا يؤمنون بشيء ولا يوجد عندهم أية نبذة عن وجود دين, أو دين الإسلام، ونحن تعتصر قلوبنا ألما عند رؤيتهم في هذه الضلالة وهم معنا في هذه الدنيا, ومصيرهم قد يكون مؤلما في الآخرة ـ والعياذ بالله ـ فلعلنا نجد شيئا بفضل من الله ثم مساعدتكم يساعدنا على إنقاذ نفس من النار، فنرجو مساعدتكم، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاكم الله خيرا على غيرتكم على الدين وحرصكم على تبليغ دعوة رب العالمين، ثبت الله أجركم وأجزل لكم المثوبة ووفقكم في تحقيق ما تصبون إليه، وهنالك عدة أمور يحتاج إليها من يريد أن يدعو غير المسلمين إلى الإسلام، وقد ذكرنا بعضها بالفتويين رقم: 21363، ورقم: 20818.
ونضيف هنا فنقول: إن معرفة حال المدعو وما يحتاج إليه نوع من البصيرة المطلوبة في الدعوة إلى الله، قال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ {يوسف:108}.
قال الشيخ ابن عثيمين: ومن آداب الداعية أن يكون على بصيرة فيمن يدعوه لينزله منزلته، ودليل ذلك أن رسول الله لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوماً أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ـ وذكر تمام الحديث، والشاهد أن النبي صلى الله علية وسلم أخبره بحالهم ليكون على استعداد لمواجهتهم ولينزلهم منزلتهم اللائقة بما عندهم من العلم وهكذا الداعية إلى الله، فينبغي للداعية إلى الله أن يكون على بصيرة بحال من يدعوهم حتى يكون مستعدا للحال التي هم عليها. اهـ.
وهنالك عدة فتاوى بموقعنا تبين دلائل كون الإسلام هو الدين الحق، وعلامات صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم تمكن الاستفادة منها في دعوة أمثال الأصناف المذكورين بالسؤال، فراجع الفتاوى التالية أرقامها: 115780 19694، 54711، 74500.
كما أن هنالك كثيراً من المواقع الموثوق بها والمليئة بالمواد السمعية والمقروءة في دعوة غير المسلمين، ويمكن أيضا التواصل مع المراكز الإسلامية الموثوق بها.
والله أعلم.