السؤال
في زماننا هذا علمنا أن من الأمراض ما ينتشر عن طريق اللعاب، فهل الشرب من إناء أو كأس واحد لعدة أفراد يتوافق مع سيرة الأصحاب؟ أم لم يرد شيء من ذك؟ حيث تتباين آراء الناس في ذلك، فمنهم من يأبى أن يشرب من كأس أخيه، ومنهم من يستنكر على من يأبى ذلك بدعوى أن سلفنا الصالح كانوا لا يبالون بذلك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل جواز شرب شخصين أو أكثر من إناء واحد، وكذا اشتراك الأشخاص في الأكل من إناء واحد، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم يشرب الواحد من الإناء ويناول من على يمينه وهكذا، ورد ذلك في أكثر من حديث صحيح، وهذا في الحالات العادية، أما إذا كان هناك مرض أو خوف من العدوى فلا ينبغي للمسلم أن يشرب من فضلة المريض أو من يخشى منه، لأن الوقاية مأمور بها، ولعل النهي الوارد في الشرع عن النفخ في الطعام والشراب من هذا القبيل، وقد جاء في الصحيحين وغيرهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يوردن ممرض على مصح.
وانظر الفتوى رقم: 54449، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.