السؤال
كانت عندي قطعة ملابس عليها مذي ومني، ففتحت عليها ماء كثيرا حتى انفصل الماء عنها دون تغير في لونه ثم عصرتها، ولكنني لم أفرك موضع المذي والمني، ثم وضعت هذه القطعة المبللة مع ملابس أخرى كثيرة، ثم وجدت أن آثار المذي والمني لازالت موجودة
فهل هذه القطعة طاهرة أم نجسة؟ وإذا كانت نجسة، فهل اختلاطها مع باقي الملابس الأخرى أدى إلى انتقال النجاسة؟ وإذا كانت النجاسة قد انتقلت إليها، فما حكم صلاتي في تلك الملابس؟ وهل أعيدها؟ وهل أطهر جميع ملابسي، لأنني لا أستطيع أن أحدد الملابس التي اختلطت بالقطعة المبللة؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 72677 ، أن المني طاهر على الراجح، لكن يستحب غسله.
أما المذي فهو نجس فلا تجوز الصلاة في الملابس المصابة به حتى تغسل، ثم إن الغالب أن صب الماء على المذي مع العصر يزيل النجاسة وتحصل به الطهارة، لكن إذا وجد أثره بعد الغسل فمعنى ذلك أنه ما زال باقيا فتجب إزالته، وغسل القطعة المذكورة مرة أخرى، لأنها ما زالت متنجسة، وما لاقته من الملابس الأخرى قبل تطهيرها وهي مبللة قيل تنتقل إليه النجاسة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 116329.
وقيل في ذلك تفصيل سبق ذكره في الفتوى رقم: 154941.
وعلى القول بانتقال النجاسة إن كنت صليت بتلك الملابس عالمة بأنها متنجسة فعليك إعادة الصلاة، وإن كنت جاهلة فلا إعادة عليك على ما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية من أقوال أهل العلم في هذه المسألة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 101000
هذا إن تيقنا ملاقاة القطعة المتنجسة المبللة للملابس، وإلا فالأصل الطهارة, وإن تم التأكد من اختلاط المتنجس المبلل بالثياب الطاهرة ولم يمكن تحديد ما اختلط به فيجب تطهير الملابس كلها إذا أردت الصلاة فيها، وذلك لأن النجاسة إذا تم التحقق منها ثم خفيت، لم تجز الصلاة فيها حتى يتيقن زوالها، ولا يتيقن ذلك حتى يغسل كل محل يحتمل أن تكون النجاسة أصابته ولتنظري الفتوى رقم: 108533.
والله أعلم.