الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك

السؤال

ذهبنا لأحد المنتزهات هذه الأيام ودخلت الحمام العام ـ أكرمكم الله ـ والمشكلة أنني عندما أردت الاستنجاء إذ بالماء يتراشق وكاد أن يصيبني فخفت أن أتنجس بحكم أن الحمام ليس نظيفاً ولا أعلم ما به من قاذورات، خصوصاً أن هناك نجاسة واضحة عليه من الجهة الخلفية لكرسي الحمام, وبشكل عام الحمام قذر من ناحية النظافة، لكن لا أعلم هل النجاسة هناك أم لا؟ لكنني في ذلك الوقت خفت أن أتنجس بحكم أن الماء لا يصب على الحاوية، بل يرشقني، ففضلت الاستجمار بالمناديل، وعندما ركبت السيارة وخرجنا من المنتزه تذكرت بأنني لم أزل النجاسة التي على الكرسي المستخدم لقضاء الحاجة ـ أكرمكم الله ـ لأنني لم أستخدم الماء بالكلية فجلست أفكر في كيف أزيلها والماء يرشق بتلك الطريقة، فلما ابتعدنا أكثر خفت أن يعذبني الله مع خوفي أيضاً من أن تصيبني النجاسة، لكنني قلت ربما من الأفضل أن أزيلها، لكنني لم أطلب منهم ذلك ولا أعلم لماذا؟ هل لخوفي من صراخهم علي رغم أنني أعلم بأنه ربما بإلحاحي سيوافقون على العودة؟ أم أن سيطرة خوفي من النجاسة جعلتني أفكر بأن كرسي الحمام هو أصلاً لاستقبال النجاسة، فمن المستحيل أن يتيقن الإنسان خلوه منها خصوصاً كونه حماما عاما، وفيه تلك النجاسة السابقة الموجودة على طرف الكرسي الخلفي ومع خلوه من النظافة بشكل عام، إنني لا أبرر لنفسي الآن, لكنني أتحدث عن نفسي في ذلك الوقت، فما العمل الآن مع أن المنتزه يبعد عنا 200 كيلو حيث إنه بمدينة أخرى؟ وهل هناك كفارة أو شيء معين عليّ القيام به؟ علماً بأنني امرأة والحمام الذي قمت بالدخول إليه لا أعلم هل هو للنساء أم للرجال لكن مكتوب عليه بخط يد بأنه للرجال، ولم أفعل ذلك في حياتي إلا هذه المرة حيث خوفي من أن أتنجس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيبدو أن بك شيئا من الوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الاسترسال مع الوساوس، فإن هذا يفضي إلى شر عظيم، ثم اعلمي أن الأصل في الموضع الذي جلست عليه هو الطهارة، فإذا لم تتيقني يقينا جازما أنه أصابتك نجاسة فلا شيء عليك، ولا تلتفتي إلى ما يعرض لك من الوساوس والأوهام في أنه ربما أصابتك نجاسة، وإن كان قلقك بسبب النجاسة الباقية في الحمام المشار إليه وأنك تريدين الرجوع لإزالتها فهوني عليك أيتها الأخت الكريمة، فالأمر يسير والحمد لله، ولم يكن يلزمك تطهير هذا الحمام مما به من النجاسة، فلم ترتكبي إثما بترك هذه النجاسة، فلا مسوغ لهذا القلق الذي تشعرين به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني