الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب وقوع الشباب في سرقة السيارات وكيفية العلاج

السؤال

ماهي الأسباب التي تقود بعض الشباب إلى سرقة السيارات والعبث بها وماهي طرق العلاج للقضاء على هذه الظاهرة؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيأتي على رأس هذه الأسباب: ضعف الإيمان. وعلاجه السعي في تقوية إيمان هذا الشاب، و يكون بحثه على إقامة الصلاة في أوقاتها وحيث ينادى لها وخاصة صلاة الفجر. وكذلك الدعاء من الوالدين لولدهما بالهداية والتوفيق . والعمل على ترقيق قلبه بزيارة المقابر والسجون والمستشفيات ولو في الشهر مرة من أجل الاتعاظ والاعتبار . وكذلك التعلم، وقراءة الرقائق وما يقوى الخشية في النفس والمراقبة .

السبب الثاني : هو الصحبة السيئة التي يتخذها الشاب ويقره أهله عليها فتجره إلى كل مكروه فالصاحب ساحب، والجليس مؤثر في جليسه، وقد أمر سبحانه وتعالى بصبر النفس مع الأخيار والبعد عن الأشرار أصحاب الأهواء، كما في قوله تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف:28}، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً بليغاً بديعاً للصاحب الصالح والصاحب السوء فقال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك, وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك, وإما أن تجد ريحا خبيثة. متفق عليه واللفظ لمسلم. وقال أيضا: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. أخرجه أبو داود والترمذي، وقديما قيل:

عن المرء لا تسل وسل عن قرينه * فكل قرين بالمقارن يقتدي

فليوجه الأهل أبناءهم وشبابهم لمصاحبة الصالحين ويلاحظوا انتقاءهم لأصدقائهم، فبه تتحدد وجهتهم وطريقهم إما إلى المعالي أوإلى غير ذلك.

السبب الثالث: سوء التربية وإهمال الصبي منذ نشأته، وقد نبه العلماء والمربون إلى أنه ينبغي للوالدين أن يحرصا على تربية الطفل وغرس مبادئ الخير فيه مبكراً كما قال ابن أبي زيد القيرواني في رسالته: ليسبق إلى قلوبهم من فهم دين الله وشرائعه ما ترجى لهم بركته وتحمد لهم عاقبته، وقد قيل: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر .

والطفل في صباه كالغصن الرطيب توجهه وتميله أينما شئت، فأما إذا شب عن الطوق ودخل سن المراهقة فمن الصعوبة بمكان تطويعه.

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولا يلين إذا قومته الخشب

السبب الرابع :إهمال الوالدين والمربين للشباب وعدم الجلوس إليهم لمناصحتهم ومصا رحتهم، ومناقشة أفكارهم وميولهم، وعلاج مشاكلهم، ولا بد لهم ممن يبثونه شجونهم وهمومهم، وقد يمنعهم الحياء من مصارحة الكبار والتجرؤ عليهم بذلك وربما يكون الحائل الخوف من الاستهزاء والشتم والسب عند ذكر ما لا يرضي الوالدين من رغبة ونحوها، فلا يجد أولئك الشباب وقد ملأ الإعلام آذانهم وشد أبصارهم وأخذ قلوبهم بما يحويه من مغامرات وأفكار كلها أوأغلبها هفوات لايجدون متنفسا غيرشياطين الإنس فيغرون بكل قبيح، وربما ما ذكرت السائلة نوع من أنواعه . فلا بد من تضافر الجهود من قبل الأهل والمؤسسات التعليمية والتربوية والمصلحين والدعاة لعلاج تلك الظواهر واستئصال ذلك الداء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني