الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ الإنسان بما يبقى من أثر ذنبه بعد توبته منه

السؤال

سافرت إلى إحدى الدول الأوروبية، وقررت دخول أحد الكاتدرائيات بنية التعرف على ما بداخل هذا المكان، وقمت بتصوير أشياء كثيرة جدا في الداخل، سواء فيديو أو صور، وتم التصوير من خلال جوالي، ويتم وضع ذلك أوتوماتيكيا على كارت الذاكرة، وأثناء تصويري لأحد الفيديوهات بطريقة ما فيها اتقان وتفنن جاء في عقلي ـ ولا أعرف ما هذا الذي جاء؟ وهل هو تفكير أم ماذا؟ أنني أفعل ذلك لإظهار ما في هذه الكاتدرائية من أشياء جذابة وموسيقى يتم عزفها بحيث يؤثر على عقول الناس، فيؤدي إلى تأثرهم بقوة هذا المكان، وهو ما يعني أنهم يفتنون إلا أنني عندما فكرت هذا التفكير قد أكون قد قلت لنفسي ـ وهذا لست متأكدا منه ـ أنه يجب مسح هذا الفيديو، ولكنني قلت، أن المهم النية وقت إعطاء هذا الفيديو للناس، وبعد عودتي إلى بلدي طلب مني أحد الأفراد ما قمت بتصويره، فأعطيت له أغلب ما قمت بتصويره، وكانت فيه هذه الصور والفيديوهات، ثم تذكرت بعد فترة ما جاء في عقلي فطلبت منه أن يمسح كل ما على جهازه وسألته هل أعطاه لأحد أم لا؟ فقال لي لا، وبعد فترة وأنا أسير في أحد الشوارع سرق أحد اللصوص مني جوالي وعليه كارت الذاكرة، وكان بالكارت تلك الصور والفيديوهات، وللأسف فإن هناك صورا أخرى عندما كنت أصورها وهي صور عادية للطبيعة أو المنشآت كان يجئ في عقلي أنني أفعل ذلك لسبب مخرج من الدين، وهو ما كان يجعلني أصورها مرة أخرى بغرض مسح الصور التي صورتها وفي عقلي هذا السبب الخاطئ، وعلى كارت الذاكرة صور لأحد المساجد وقرآن وموسيقى وأغان قد يكون بها محرمات، وقد قلت بعد السرقة أو قبلها وهذا لا أتذكره أنني لم أكن ملزما أن أسأل الفرد الذي أعطيته الصور والفيديوهات في الأول وما إذا كان أعطاها لأحد أم لا؟ وأن لا أسعى لإزالة وتصحيح ذلك للأفراد الذين أعطاهم تلك الصور والفيديوهات، وقد يكون ذلك بسبب أنني لا أعرف هل أثرت فيهم أم لا، وبعد السرقة قلت لا أهتم بما في شريحة الذاكرة، وقد يكون نفس السبب هو ما دفعني لقول ذلك، وقمت بإبلاغ الشرطة عن سرقة الجوال الخاص بي وشريحة الذاكرة، ولكن في الأغلب يكون من الصعب استرجاع الجوال، وهناك عدة أماكن تباع فيها الأشياء المسروقة، وأنا أعلم أهم مكان لبيع تلك المسروقات، وهو شارع يباع فيه الجديد والمسروق والمستعمل، ولكن لا أعرف هل إذا بيع أو عرض في هذا المكان أم مكان آخر؟ وهل إذا كان بيع أم عرض أم لا؟ وهل مسح السارق ما عليه أم تركه كما هو؟ فهل أذهب لهذا المكان وأسعى للبحث عن هذا الجوال أم ماذا أفعل؟ حيث إنني تبت من هذا الذنب، ولكن هل من شروط قبول التوبة أن أسعى في سبيل إزالة ما على الجوال أو شريحة الذاكرة، أم أن هذا شيء إضافي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما دخول الكنائس فقد رخص فيه كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 37512.

وأما ما على جوالك المسروق من أشياء محرمة، فإن كان يغلب على ظنك أنك لا تستطيع تحصيله واسترجاعه من سارقه ـ كما هو الظاهر ـ فلا شيء عليك، ويرجى أن تمحو توبتك إثم انتفاع غيرك بهذه الشريحة، وقد أوضحنا في الفتوى رقم: 50160، أن من تاب من ذنب بقي أثره لم يكن مؤاخذا، لأنه فعل ما يقدر عليه.

ثم الظاهر أنك مصاب بشيء من الوسوسة وبخاصة في باب الكفر، ونحن ننصحك أن تعرض عن الوساوس وألا تلتفت إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني