السؤال
أريد أن أسأل عن ما يجب فعله إثر الآتي:
في جامعتي وإثر حدث ما قامت قوات الشرطة والأمن باقتحام الحرم الجامعي مرتين، واقتحام السكن الطلابي ومهاجمتهم لنا في الحرم الجامعي بالقنابل المسيلة للدموع والضرب المبرح للطلاب أحيانا، علما بأن بلادنا لا تعيش حالة ثورة ولم نخرج على رئيسنا، ولكن جامعتنا تعتبر منبرا سياسيا مهمًا تخشى منه الدولة وهي أيضا مختلطة، فقمنا على إثر ذلك باعتصام كبير مطالبين بتنحي مدير الجامعة ونائبه وتعويض المتضررين وغيرها من المطالب، وفي النهاية صدر قرار بإغلاق الجامعة إلى أجل غير مسمى، وقد قرأت أن الاعتصامات ليست من تصرفات المسلمين، وأن على المسلمين أن يجدوا حلولا أخرى فعزمت على عدم العودة للاعتصام مرة أخرى. المشكلة أنه وبعد مرور شهرين تقريبا وإعلان الجامعة بأنها ستحافظ على سلامة الطلاب قامت قوات الأمن باقتحام السكن الطلابي مرة أخرى في الثالثة صباحا واعتقال الطلاب، لقد عدمنا الحيلة ولم نعد نعلم ما يجب فعله وكيف نتصرف بطريقة حازمة ولكن في حدود الشرع. فهل يجوز المطالبة بطرد المدير؟ وهل يعتبر ذلك خروجا على ولي الأمر؟ وما حكم الاعتصام في هذه الحالة؟ أفتوني أثابكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتبين لنا حال سبب تدخل الشرطة، وهل هم ظالمون أم تدخلوا لمنع فساد أو شغب، فينبغي سؤال أهل العلم ببلدكم فهم أدرى بملابسات الموضوع.
وقد بينا حكم الإضراب والاعتصام من أجل رفع الظلم وتحصيل بعض الأمور المباحة في الفتاوى التالية أرقامها: 14719، 62803، 106055، 174331.
وأما المطالبة بتنحية مدير مؤسسة ما، فهو جائز ان كان ذلك لسبب شرعي، ولا يعتبر ذلك وحده من الخروج على ولي الأمر، إذا تمت تلك المطالبة وفق الضوابط الشرعية، وقد شكا أهل الكوفة إلى عمر رضي الله عنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكانوا مخطئين ولم ينكر عمر- رضي الله عنه - عليهم شكواهم، بل عزله عنهم مع حسن ظنه بسعد رضي الله عنه وثقته به؛ ولذا جعله في الستة الذين عهد باختيار أحدهم للخلافة. ففي الصحيحين عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه قال : شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل اليه فقال يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي ؟ قال أبو إسحق أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين وأخف في الأخريين . قال ذاك الظن بك يا أبا إسحق . فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفه ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه ويثنون معروفا حتى دخل مسجدا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية . قال سعد أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن . وكان بعد إذا سئل يقول شيخ كبيرمفتون أصابتني دعوة سعد . قال عبد الملك فأنا رأيته بعدُ، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن. اهـ
والله أعلم.