السؤال
والله لا أدري من أين سأبدأ سؤالي، وأرجو أن تسامحوني على طرحه، لكن لم أجد سبيلا للاستفسار إلا هذا– وأرجوكم أن تقرؤوه كاملا–أنا فتاة في 21 من العمر والحمد لله ملتزمة، وأحافظ على الصلاة –لكن منذ 7 سنوات كنت مدمنة بشدة على العادة السيئة منذ صغر سني – والله لم أكن أعلم أنها حرام، ولكن منذ حوالي 6 أشهر علمت ذلك وتبت إلى الله وأقلعت عنها، لكن بعد تركي لها تصيبني شهوة مفرطة لا أدري لماذا، فإني والله لا أرى صورا أو أشياء تثيرها، و ليس لي وقت فراغ لأني أقضي كل وقتي قي الدراسة والمذاكرة–لم أعد لتلك العادة لكن راودتني خيالات جماع وشهوة شديدة مرتين/آسفة جدا على الكلمات/ المرة الأولى قلصت عضلات حوضي حتى شعرت ب……ودون أن ألمس الفرج-والمرة الأخرى لمست ثديي دون تقليص عضلات أو لمس الفرج لكن كانت الشهوة أكبر حتى أني لم أكن أعي بما حولي -كذلك نزل ماء شفاف لزج لا أدري هل يوجب الغسل أم لا؟–صدقوني لا أعرف ما يحصل لي لما أقوم بهذا وكأني مخدرة ولا أعي بشيء، ولما أقوم أبدأ بالبكاء دون انقطاع وأدخل حالة نفسية رهيبة وأنهار تماما -أنا خائفة من العودة إلى العادة السيئة والله سئمت من حالتي لا أود عصيان الله مجددا، أشعر أنه غاضب مني -لأني ملتزمة بالصلاة والصوم ولا أخالط الشباب أبدا، و لا أتحدث في أمور تسبب لي ما أنا فيه -أتوسل إليكم أخبروني إن كان ما قمت به في المرتين التي ذكرت يعتبر من العادة السرية، وإن لم يكن كذلك هل هو حرام ؟وهل هناك أدعية خاصة للتقليل من هذا الشعور المفرط بالشهوة. أرجوكم أن تساعدوني لأني أكاد أجن وأصبحت أشعر أني فتاة منحرفة، ولا أدري إن كان هذا يحصل مع غيري –أشعر أني منافقة لأن كل أعمالي الأخرى التزام و حتى الناس يحبونني لهذا، لكن لا أدري ماذا أقول أصبحت تائهة —أرجوكم أن تجيبوا بأسرع وقت ممكن - و أنا آسفة جدا جدا على هذا السؤال–شكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة من هذه العادة الخبيثة، وعليك أن تثبتي على توبتك، وتحذري من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واعلمي أن ما وقع منك من الاستمتاع بلمس الثدي وغير ذلك من وسائل استدعاء الشهوة داخل في معنى العادة السرية كما بيناه في الفتوى رقم : 78683.
وأما السائل الذي خرج منك فالظاهر أنه هو المذي وهو موجب للوضوء وتطهير ما أصابه من البدن والثوب، ولبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها انظري الفتوى رقم: 110928. ولبيان الفرق بين مني المرأة ومذيها انظري الفتوى رقم: 128091.
أما مجرد الخيالات والخواطر إذا لم يترتب عليها عمل فلا مؤاخذة بها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.
لكن احذري من التمادي مع هذه الخيالات فإنّ الاسترسال معها باب إلى الفتنة والفساد.
قال ابن القيم: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال : وهي شيئان أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. طريق الهجرتين.
واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة، فذلك من وسوسته ومكائده، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، وسوف تجدين التيسير والإعانة –بإذن الله- وأكثري من الدعاء بإلحاح ، ونحن لا نعلم دعاء مخصوصا لمثل هذا الأمر، لكنّ الدعاء عموماً من أنفع الأسباب لتحقيق كل مطلوب مشروع، واعلمي أن خوفك من النفاق دليل صدق وعلامة خير ، فأبشري خيرا وأحسني ظنك بربك فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأنفسنا، وهوقريب مجيب.
والله أعلم.