السؤال
سؤالي هو: أنا فتاه عمري 16 وحينما نويت التوبة منذ مدة قصيرة وأصبحت راضية عن نفسي وأشاهد البرامج الدينية لأقوي إيماني أراد الله أن تتشاجر معي أختي الكبيرة شجارا قويا وتأخذ مني شيئا عزيزا علي كانت أعطته لي سابقا وهذا في نفس اليوم الذي قررت فيه أن أتوب، والمشكلة أنني كلما نويت التوبة إلى الله من المعاصي والذنوب وأن أحاول تغيير نفسي وأخلاقي وأكون ملتزمة في أداء الصلاة في وقتها تحصل مشكلة ما بيني وبين أخواتي أو مشكلة أخرى لدرجة أنني أحس أن الله لم يرض عني وإن أردت التوبة وعدم الشتم وغيرها فإن أخواتي يستفززنني ويقمن بشتمي لكي أشتمهن والله ثم الله إنني مللت من حياتي وأريد أن أتغير ويرضى عني ربي فماذا أفعل؟ وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي ـ هداك الله ووفقك للتوبة النصوح ـ أن التوبة إلى الله تعالى واجبة على الفور من جميع الذنوب، فعليك أن تبادري بها واعلمي أن الشيطان عدو مبين للإنسان، فلا يتركه وشأنه، بل لا يزال يصعب عليه أمر التوبة ويضع في طريقه العثرات ليصده عن التوبة إلى الله تعالى، فعليك أن تتفطني لكيد الشيطان ومكره، وتأخذي حذرك من حيله وألاعيبه، فقد يكون تحريش الشيطان بينك وبين أخواتك من جملة تلك الحيل التي يوقعك بها في ترك التوبة، ففوتي عليه تلك الفرصة واستمري في توبتك إلى الله عز وجل واستعيني به على أن يأخذ بناصيتك إليه ويوفقك لما فيه مرضاته، واتقي الله تعالى في أخواتك وعامليهن بالإحسان وتجاوزي عن بعض حقك يتجاوز الله تعالى عنك، واعلمي أن الإحسان إليهن أولى من الإحسان إلى غيرهن لما بينكن من الرحم، فإن يكن لك عند إحداهن حق فتركته لله تعالى فستجدين ثمرة ذلك عظيمة في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}.
وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
والله أعلم.