السؤال
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع لما فيه من فائدة للإسلام والمسلمين، وسؤالي كالتالي: أنا كثير التفكير في الطلاق وأقرأ دائما فتاويكم عن الطلاق، كنت أفكر هل يلزمني شيْء لأنني كما قلت لكم كثير التفكير في الطلاق ووساوسه؟ تذكرت مرة من المرات أنني قد أكون تلفظت بلفظ مطلقة أو طلقتك لا أذكر بالضبط ولا أذكر هل نطقتها أم جرى في ذهني، وقد أكون لم أذكرها بتاتا والله أعلم، فهل يلزمني شيء؟ أفتونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك في شأن الطلاق، ثم اعلم أن مجرد كثرة التفكير في الطلاق لا يلزم منها شيء، كما أن ما ذكرته من الشك في التلفظ بعبارة طلقتك أو مطلقة لا يلزم فيه شيء، والطلاق لا يقع بمجرد الشك في حصوله، لأن الأصل بقاء العصمة حتى يحصل يقين بانقطاعها، قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن من شك في طلاقه لم يلزمه حكمه، نص عليه أحمد وهو مذهب الشافعي وأصحاب الرأي، لأن النكاح ثابت بيقين فلا يزول بشك، والأصل في هذا حديث عبد الله بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. متفق عليه. انتهى.
وننصحك بالابتعاد عن التفكير في الطلاق، فأشغل نفسك بما يفيد، واستعذ بالله تعالى من كيد الشيطان الرجيم، وأعرض عن مثل هذه الوساوس، فأنفع علاج لها هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.