الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للأم أن تزور عقدا للعمل لكي تتمكن من إدخال ابنتها للحضانة

السؤال

هل يجوز أن أقدم لابنتي لدخول الحضانة بهذه الطريقة؟
حياكم الله
أعيش باليابان ولدي طفلة عمرها 3 سنوات، قدمت لها للدخول في الحضانة الحكومية الخاصة بمدينتي وذلك بأوراق تفيد أنى أذهب لحضور كورسات لتعلم اللغة اليابانية حيث إن الدخول للحضانات هنا لا بد أن يكون مسببا خاصة الحكومية، وهذه هي الطريقة التي تلجأ إليها معظم الأمهات هنا للقبول بالحضانات، ولكن في مدينتي الضغط عليها شديد، فقالوا إن هذه الكورسات غير كافية للقبول بالحضانة فلا بد من انتظار الدور التابع لقائمة طويلة من الأسماء، انتظرنا طويلا ورضيت بعدم دخولها الحضانة بعد أن فقدت الأمل.
بعد عدة أشهر حملت بابني الثاني، ويشهد الله أنني كنت مريضة وأحتاج إلى من يقوم برعاية ابنتي، فأنا في غربة ولا يوجد معي أحد إلا الله , ولكنهم أيضا رفضوا وقالوا ليس كل من حملت تدخل أطفالها للحضانة، الأولوية للقبول هي أن تكون الأم تعمل أو تدرس دراسة مثل أن تكون طالبة, جاء وقت الولادة ومن المفروض أن يكون لكل أم ستضع طفلا جديدا أن تهتم الحضانة بالأطفال الآخرين، ولكننا قدمنا ما يفيد أنني سأضع في خلال شهر، وقالوا لا يوجد حضانة لآخر وقت، ثم وفروا لنا حضانة بعيدة وكنت قد ذهبت لمصر في ذلك الحين للولادة.
الآن والحمد لله زوجي أنهى رسالة الدكتوراه ولكنه حصل على سنة إضافية تدريب، وابنتي تكبر في السن ولا يوجد اختلاط لها بأطفال آخرين غير أنها لا تستطيع أن تتصرف مثل الأطفال الذين هم في مثل سنها , يصل بي لحد القول إني كنت أخاف أن أتركها بمفرها بعيدا عن عيني للحظة حتى إنني كنت أخشى عليها من صعود وهبوط السلم فهي بطيئة جدا, والله قلبي يبكي حينما أرى تصرفات الأطفال الذين في مثل سنها وهم يجرون ويلعبون ويمرحون وهى ليس لها إلا قدمي لتجلس عليها حفظهم الله جميعا , والآن هي التي تقلد أخاها الذي في عمر السنة وليس هو من يقلدها في اللعب في الضحك في البكاء , إني حزينة جدا لأجلها.
والله المستعان، وابنتي كما هي لا تتحسن إلا قليلا، ومعظم الوقت بين الكارتون أو الخروج أو ما شابه، فأنا لا أملك المهارة الكافية لقيادة يوم كامل بأنشطه مختلفة ومهارات مشوقة كالتي هنا في الحضانات بل بالعكس كثيرا ما أفقد أعصابي وأنهال عليهم ضربا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فأخيرا قررت أنا وزوجي أن نقدم لها في حضانة خاصة، ولكم أن تتخيلوا مصاريفها مهولة بالنسبة لمرتباتنا هنا ومتطلبات الحياة الأخرى، وقلنا إن البنت أهم من المال، ولكن للأسف 3 حضانات رفضوها، واحدة لأنها بوذية ونحن مسلمون وقد رفضناها نحن بعد أن علمنا أنها بوذية، والأخرى لأن الأم والطفلة لا تتحدثان اليابانية، والثالثة لأننا سننزل في زيارة لبلدنا قريبا لمدة شهر، وقدمنا قبل الشروع في الدخول بالفعل بشهر والله المستعان.
السؤال: هل يجوز لي أن أعمل عقدا صوريا يفيد بأنني أعمل أو أيضا ورقا صوريا بأنني أدرس لأن هذه هي الطريقة الباقية لنا، فنحن حاولنا كثيرا الابتعاد عن هذه الطريقة لمجرد أن فيها شبهة ؟
وما الحال عندما أحمل بالطفل الثالث، فأنا أرغب بالحمل الثالث بمشيئة الرحمن. هل يجوز لي أن أفعل هذا ؟
معذرة على الإطالة وبارك الله فيكم ونفع بكم.
أرجو إفادتتا باسم الشيخ المفتي بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز التحايل على شروط أولئك في الحضانة بتزوير شهادة تثبت خلاف الواقع، فهذا من الغش والتزوير المحرم، لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج:30].
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً، قلنا: بلى يا رسول الله قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئاً فجلس، فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الراغب: الزور: الكذب.

وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. الفتح.

وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني