الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في علوق النجاسة بالنعل لا يلتفت إليه

السؤال

مرة مشيت في مكان تجتمع فيه القطط و شممت رائحة سيئة فظننت بأني قد وطئت على روثها, فرأيت نعلي لأتأكد فوجدت في الأعلى شيئا يشبه الروث, فبحثت في الأماكن التي وطئت فيها فلم أجد روثاً, و لسوء حظي لم أقم بالتأكد لكوني مطمئنة بأني لم أطأ في نعلي شيئا رطبا .
المهم بعد يومين أو ثلاثة وطئت مرة في البيت بقعة رطبه و أنا مرتديه ذلك الحذاء, و مشيت فيه، فلما تذكرت قلبت النعل فلم أجد فيه شيئا [أقصد ذلك الروث ].
لكني أيضاً لست متأكدة من أن المكان الرطب الذي وطئته قد لامس المكان الذي التصق فيه الروث، حيث إن الروث في موطئ القدم الأمامي من النعل.
المهم غسلت نعلي لكني نسيت غسل الأرض التي وطئتها في السابق فمشيت بنعلي الرطب في البيت .
و لم أتذكر حتى مشيت بعدها بفترة قليلة حافية و قدمي فيه بعض قطرات الماء, و وطئت سجادة و عباءة , فلما تذكرت قمت بغسلهما .
كل ذلك و أنا مازلت لا أعلم هل الروث الذي وطئته كان روثاً لأن الناس تقول إن رائحته سيئة جداً من المستحيل أن يلتصق بنعلك و لا تشميه . و لا أدري هل سقط في تلك الأرض بعدما رأيته عندما ذهبت لأتأكد مما وطئته لذا لم أشمه غير مرتي الأولى التي ذكرتها في بداية السؤال . أم سقط بعد فترة .
و إن لم يكن روث فما هو ؟ أسأل نفسي هنا .
و أيضا لا أعلم هل تلك البقعة الرطبة أصابت أعلى موطئ قدم نعلي حيث تقع فيه النجاسة أم لا .
و سؤالي: هل بالفعل المشي على الأرض يطهر النجاسة لأني بعدما وطئت ذلك الروث مشيت فترة في ساحة البيت قبل دخولي المنزل.
و سؤال أخير: أنا لا أتذكر هل قمت يوطئ شيء رطب في ذلك اليوم الذي وطئت فيه الروث أم لا .
ماذا يجب عليّ فعله الآن بارك الله فيكم؟
و هل لو وجب عليّ غسل الأماكن التي أظنني وطئتها و نعلي رطب هل أغسلها ثلاثاً لأننا نستخدم الممسحة لتنظيف سيراميك المنزل. فهل أمسح البيت بالمنشفة الرطبة ثم أغسل دلو الماء بعد وضع المنشفة فيه و أملؤه بالماء ثم أمسحه ثم أغسله و أملؤه ثم أمسح ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر من سؤالك أنك مصابة بالوسوسة، فالذي ننصحك به أن تعرضي عن هذه الوساوس فلا تلتفتي إلى شيء منها، وما دمت غير جازمة بأن الذي علق بنعلك هو روث الهرة فالأصل طهارة النعل، ولا يحكم بتنجسها إلا بيقين، ولو فرضنا كون ما علق بنعلك شيئا نجسا فإن هذه النجاسة لا يحكم بانتقالها إلا بيقين، وانظري الفتوى رقم: 128341 فهوني عليك ولا تسترسلي مع هذه الوساوس، واعلمي أن الأرض إذا تنجست لم يجب تطهيرها إلا عند إرادة الصلاة عليها، ويكون تطهيرها بصب الماء على الموضع المتنجس، ويذهب كثير من العلماء إلى أن الأرض تطهر بالجفاف هي وما اتصل بها اتصال قرار كالبناء .وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وانظري الفتوى رقم: 175835 ، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني