السؤال
لقد خطبت فتاة رشحتها لي والدتي، وبعد فترة قصيرة تمكنت من الحصول على عقد عمل في إحدى الدول وسافرت، وتطورت بيننا العلاقة وكنا نتكلم عن العلاقة الحميمة باستفاضة حتى وصلنا إلى درجة إتيان الشهوة عن طريق الهاتف، ثم نزلت إجازة وحصل بيننا مقدمات الزنا فقط لكنني رأيت منها ما يرى الزوج من زوجته عدة مرات، ثم سافرت وحصلت مشكلات بينها وبين عائلتي، وأصرت والدتي ووالدي على فسخ الخطبة بدعوى أنها غير مناسبة، وليس لديها خبرة وتدينها قليل. واضطررت للموافقة على فسخ الخطبة حتى أرضى أهلي، وقل حبي لها الآن وتبت والحمد لله، وأدعو الله كل يوم أن يغفر لي ولها، لكنها أرسلت لي رسالة أنني لابد من أن أتزوجها إن لم يكن بسبب حبنا لبعض فبسبب ما حصل بيننا وسترا لها. فهل أعارض أهلي وأتزوجها بدون رضاهم أم أرضى بفسخ الخطبة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما يجدر التنبيه عليه أولا هو أن ما وقع منك مع هذه الفتاة من منكرات لهو خير دليل على خطورة التساهل في التعامل بين الخاطب ومخطوبته وعدم مراعاتهما حدود الشرع، فإنهما أجنبيان عن بعضهما حتى يتم العقد الشرعي بينهما. وللفائدة نرجو مراجعة الفتويين: 30003، 57291. فالتوبة من هذه المنكرات واجبة على الطرفين، وتراجع شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
وقد أحسنت بإقدامك على التوبة، وعليك بالحذر من العود لمثل ذلك التفريط في المستقبل، واعتراض والديك على زواجك من هذه الفتاة إن كان له ما يسوغه ككونها صاحبة معاص مثلا فالواجب عليك طاعتهما في ذلك، وابحث حينئذ عن غيرها، فالنساء كثير، وإن لم يكن له ما يسوغه لكونها تابت جاز لك الزواج منها ولو من غير رضاهما، وانظر الفتوى رقم: 161587.
والله أعلم.