الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتفاع الرسوم والنسبة المشروطة للنجاح هل يسوغ شراء الشهادة بلا اختبار

السؤال

السؤال عن شهادات الكمبيوتر التي تقدمها الشركات العالمية مثل مايكروسوفت وسيسكو للدارسين لبرامجها عن طريق مراكز امتحانات منتشرة حول العالم، حيث إن رسوم هذه الشهادات غالية جدا، ونسبة النجاح أيضا عالية مثلا لكي تنجح في إحدى المواد لابد أن تحرز 850 من 1000. وفي حالة لم توفق في اجتياز الامتحان لابد أن تدفع هذه الرسوم مرة أخرى. هل يجوز الاستعانة بمركز الامتحان ليقوم بالمساعدة في الحصول على الشهادة دون الجلوس للامتحان.علما بأن اللجوء لهذه الطريقة بسبب الرسوم الباهظة وعدم التمكن من دفعها مرة أخرى في حال عدم النجاح.هذا بعد إكمال دراسة المقرر المطلوب لنيل تلك الشهادة.
ملحوظة: هذه الشهادات ليست جامعية، إنها شهادات متخصصة في مجال محدد في مجالات الكمبيوتر المتخلفة.
كما أن هذه الشركات تحظر بعض مواطني الدول العربية من الجلوس للامتحانات بدولهم أي لا يسمح بوجود مراكز للامتحانات بتلك الدول وذلك بسبب الحصار المفروض عليها من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكون رسوم الشهادة غالية والنسبة المشروطة للنجاح عالية لا يبيح شراءها دون دخول اختبارها ولو بعد قراءة المقرر، لأن ذلك الفعل من التزوير المحرم شرعا، وقد قال الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}، وفي الحديث الذي رواه البخاري عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وشهادة الزور.

قال الراغب: الزور: الكذب.

وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. الفتح.

وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.

وبناء عليه فجملة الأعذار التي ذكرتها لا تبيح ارتكاب ذلك المحظور وتزوير تلك الشهادة .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني