الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤاخذ المرء على استهزائه ونقده لغيره في خاصة نفسه دون أن يتحدث به

السؤال

هل علي ذنب إذا أحسست بالاستهزاء من شخص معين أو نقده، ولكن بداخلي، ولم أحدث بذلك أحدا؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ما يقع في النفس من خواطر لا يركن إليها الإنسان فإنه معفو عنه، فإن الله تعالى من رحمته بعباده أنه تجاوز لهم عما حدثت به أنفسهم. وأما تحقيق إساءة الظن بالمسلم فإن كان بغير قرينة توجب ذلك فهو محرم يجب الإقلاع عنه والتوبة منه، وأما من كان ظاهر الفسق أو وجدت قرينة فلا حرج في إساءة الظن به. ولتنظر الفتوى رقم: 177159 ، وأما ازدراء المسلمين واحتقارهم والاستهزاء بهم فأمر محرم كذلك, ويخشى أن يكون هذا من الكبر الذي عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: الكبر بطر الحق وغمط الناس. وغمط الناس أي احتقارهم. ومما يعين على التخلص من هذا الداء أن يتفكر المسلم في عيوب نفسه وسيئات عمله، فإنه متى أدمن الفكرة في ذلك لم ير نفسه أفضل من أحد من المسلمين ورأى نفسه أولى بالتحقير والذم.

يقول ابن القيم رحمه الله: إن شهود ذنبه وخطيئته يوجب له أن لا يرى له على أحد فضلاً ولا له على أحد حقاً. فإنه إذا شهد عيب نفسه وخطأها وذنوبها لا يظن أنه خير من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر. انتهى.

والله المسؤول أن يصلح فساد قلوبنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني