الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العامل إن تخلف عن صلاة الجماعة بسبب العمل فهل يباح له راتبه

السؤال

ما حكم المال المكتسب من عمل فاتت بسببه صلاة الجماعة؟ وهل يحرم علي؟ أرجو الاستفاضة، وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنريد أولا التنبيه إلى أن العلماء قد اختلفوا في حكم صلاة الجماعة، فمنهم من قال واجبة على الأعيان في المسجد، ومنهم من قال واجبة على الكفاية في المسجد, ومنهم من قال واجبة على الأعيان ولا يتعين وجوبها في المسجد، ومنهم من قال سنة مستحبة، وقد ذكرنا أقوال الفقهاء حول هذه المسألة والمرجح منها في عدة فتاوى فانظر على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 38639، 128394، 34242.

ولصلاة الجماعة أعذار تبيح التخلف عنها، ومن بين هذه الأعذار خوف الأجير أو الموظف ضياع العمل المكلف بمراقبته أو حفظه كأن يكون حارسا أو عاملا في دكان مثلا وإذا ذهب لصلاة الجماعة سرق المال أو حصل له تلف مثلا، فهذا لا إثم عليه وصلاته صحيحة، وراجع التفصيل في الفتويين رقم: 60743، ورقم: 142417.

وفي خصوص ما سألت عنه فإن الشخص إذا تخلف عن صلاة الجماعة لغير عذر فهو آثم عند من يقول بوجوب صلاة الجماعة، ولكن راتبه مباح، لأنه ملكه بمجرد العمل إذا كان قام به على الوجه المتفق عليه ولا علاقة له بالإثم الحاصل بسبب التخلف عن صلاة الجماعة، فالمال الذي ملكه الإنسان مباح له حتى يتعلق به ما يخرجه عن الإباحة، جاء في شرح النووي لصحيح مسلم: وكل مال ملكه العبد فهو له حلال حتى يتعلق به حق. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني