السؤال
أنا شاب في الواحد والعشرين من عمري، أعجبتني فتاة، وأردت التعرف عليها كي أخطبها، وهي متحجبة، ونظراً للوضع الذي نعيشه في عصرنا هذا من فساد وقلة وجود المتحجبات في بلادنا (تونس)، فقد تشبثت بها كثيرًا، وفي الواقع ذهبت إليها وتحدثت معها، فرفضت على أساس أنني أريد أن أصاحبها، وأن أكون لها صديقًا، فجاوبتها بأني أريد التعرف عليها قصد خطبتها، وأني جاد فيما أقوله، فرفضت، ولكن رفضها أحسست أن فيه نوعا من الشك، ربما كان تخوفًا، ولم أقتنع بهذا الرفض. فهل يجوز التعرف على بنت بلقائها مع وجود نية الزواج؟ وإن كنت أسير بطريقة خاطئة أصلحوني ثم أعطوني الطريقة الشرعية كي أقنعها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطريق الشرعي الذي يجب عليك سلوكه هو أن تأتي البيوت من أبوابها، فتتقدم لخطبة هذه الفتاة من أهلها.
أما لقاؤك بها بنية الزواج، فليس هذا إلا استدراج من الشيطان ليوقعك فيما حرم الله تعالى، وفيما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: لا يخلون رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما. رواه أحمد. وقوله: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم.
وأي فتنة أعظم من أن تلتقي مع فتاة لا تحل لك، وتتبادل معها أحاديث الحب والإعجاب؟!! هذه والله قرة عين الشيطان أن يظفر بهذا منكما، فيستزلكما إلى الفاحشة، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم.
فاتق الله، وابتعد عن أسباب الفتن ومواطن الإثم.
نسأل الله تعالى أن يقينا وإياك الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.