الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خسر عائلته وعمله ولم يبق له صديق أو قريب

السؤال

لقد خسرت كل شيء ـ عائلتي وأولادي وشغلي وكل ما أملك تقريبا ـ ووصلت إلى حالة ضياع نفسي رهيب وصرت لا أملك هدفا في الحياة وصرت أتمنى الموت لعلي أجد رحمة في الدار الآخرة أكثر من الدنيا وأخاف من الانتحار لخوفي من الله لا من الموت، لأنني بحالة لا شفاء منها إلا الموت، لأن أولادي لن يعودوا إلي، لأنهم فضلوا البقاء مع أمهم في الاغتراب وبقيت وحيدا ليس لي أحد لا صاحب أو قريب إلا الله، لا أعرف ما العمل؟ أرشدوني يرحمكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يزيل عنك الغم ويكشف عنك الكرب وأن يجمع بينك وبين أهلك إنه سميع مجيب، والابتلاء سنة من سنن الله في هذا الكون، فإذا ابتلي المسلم فصبر واحتسب الأجر من الله حاز خير الدنيا والآخرة، وراجع في فضائل الصبر الفتوى رقم: 18103.

وقد أحسنت بحذرك من الانتحار خوفا من غضب الجبار، فالانتحار داء وليس بدواء، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 10397.

ونوصيك أيضا بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله تعالى وخاصة بالأدعية التي تختص بكشف الكرب وإزالة الغم، وقد ذكرنا بعضها بالفتوى رقم: 70670.

ولا ندري سبب الفراق بينك وبين زوجتك، ولكن على وجه العموم إذا أمكنك جمع شمل الأسرة فافعل، هذا مع العلم بأن الزوجة حال قيام الزوجية يجب عليها شرعا أن تقيم حيث يقيم زوجها، وانظر الفتوى رقم: 162773.

كما أن الأولاد إن كانوا في سن الحضانة، ووقع الطلاق، فالأب أحق بحضانتهم إذا سافر أي من الأبوين سفر نقلة، وراجع الفتوى رقم: 76166.

فإذا لم يمكنك ذلك فابحث عن سبيل للزواج من امرأة صالحة تعينك على أمر دينك ودنياك، فإذا لم تتمكن من هذا ولا ذاك فاطلب إخوة صالحين ناصحين إذا نسيت ذكروك وإذا ذكرت أعانوك، ويمكن التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا فقد تجد عندهم من التوجيه والنصح ما ينفعك ويعينك بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني