الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إيصال طلبات الطعام إلى أماكن المعاصي

السؤال

أعمل في مطعم وأحياناً أنقل الطعام إلى الزبائن ـ توصيل طلبات ـ وحدث معي أكثر من مرة أن أنقل الطعام إلى مرقص ليلي وإلى محل الخمور ... وإذا ما طلبت من صاحب المحل أن يعفيني من ذلك فربما يطردني من العمل، ففكرت أن أوصل الطلب، ولكن لا آخذ أي أجرة عليه من قبل صاحب المحل، لا أعلم كيف أتصرف؟ أرجو الحل، وجزاكم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الذي يظهر من كلام بعض أهل العلم أن إيصال طلبات الطعام إلى مثل هذه الأماكن فيه نوع إعانة لهم على فجورهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: إنما أحلها ـ أي الطيبات ـ لمن يستعين بها على طاعته، لا لمن يستعين بها على معصيته، كما قال تعالى: ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين...ولهذا لا يجوز أن يعان الإنسان بالمباحات على المعاصي مثل من يعطي الخبز واللحم لمن يشرب عليه الخمر ويستعين به على الفواحش. انتهى.

وبناء عليه، فيجب عليك الامتناع من نقل تلك الطلبات ولو أدى ذلك إلى فصلك من العمل ما لم تكن محتاجا للبقاء فيه لكسب قوتك ومن تعول بأن كنت لا تجد عملا غيره وليس عندك ما تنفق منه غير ما تكسبه من ذلك العمل، ونذكرك بأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، والرزق من عنده سبحانه، وقد قال: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2ـ 3}.

وللفائدة انظر الفتوى رقم: 33520.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني