الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم إن حرص على صلة قريبه مع إصراره على هجره لكونه طلق ابنته

السؤال

كنت متزوجا من إحدى قريباتي، وحدث طلاق بيننا بالثلاث في مجلس واحد وفي طهر حصل فيه جماع، وأبو الزوجة وهو قريبي وجاري في نفس الوقت، غاضب مني ولا يكلمني، ألقيت عليه السلام فلم يرد، طلبت مقابلته لأبين له ما حدث فأبى أن يقابلني، وعندما يراني في المسجد يذهب إلى ناحية أخرى، حاولت الاعتذار منه عن طريق المصلح ولكن لا فائدة، صادف أحيانا أن نلتقي في مجلس واحد لزيارة مريض أو ماشابهه فيبادر بعض الناس بالإشارة لي لأن أخرج مراعاة له وقالوا لي هذا من الاحترام فكيف أفعل لكي لا أهجره؟ أعلم أنه مكسور الخاطر بتطليق ابنته، ولكن هذا حدث وانتهى وندمت وأبديت له استعدادي لأي شيء لأصلح ما بيننا ولكن الزوجة لا تريد الرجوع حتى ولو أخدنا بمذهب شيخ الإسلام ابن تيمية، فما النصحية؟ وهل أبتعد عن ناظره وأتحاشاه فترة من الزمن للاحترام وأن لا يظن أني لا أبالي بما حدث؟ وهل هذا التصرف حكيم، علما أننا على هذا الحال منذ 8 أشهر حتى بدأت أندم أنني تزوجت من قريبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حق لهذا الرجل في هجرك لمجرد طلاقك ابنته فالطلاق حق مشروع للزوج، وما دمت تسعى لصلته وهو الذي يعرض عنك ويصر على هجرك فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ وهو الذي يبوء بإثم القطيعة، لكن ينبغي أن تداوم على هذا السلوك، وإن رأيت أن المصلحة تقتضي اجتناب مجالسته في بعض المحافل محافظة على مشاعره فلا مانع من ذلك، ويمكنك أن توسط بعض العقلاء الصالحين من الأقارب أو غيرهم ليكلموه ويبينوا له أن هجره لك لا مسوغ له وأنه قاطع للرحم متعرض بذلك للوعيد الشديد، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم. تسفهم المل: تطعمهم الرماد الحار.

وانظر الفتوى رقم: 77480.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني