الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعين على التوبة من الفواحش

السؤال

أنا شاب مسلم كنت ذا أخلاق جيدة وكنت أصلي في الوقت وأواظب على تلاوة القرءان وكان عندي رفاق صالحون، وإذا بي بعد رحيلي إلى مدينة أخرى بعيدة عن مدينتي وعائلتي استأجرت بيتا وأصبحت أعيش فيه وحيدا أتصل بالعائلة كل أسبوع، ولكن أصبحت مبتلى بالأنترنت وأدخل فيه إلى المواقع الإباحية كثيرا، منها الأفلام الجنسية الذكورية، والآن أصبحت أمارس الجنس مع الذكور وابتعدت عن الصلاة وأصبحت أرى نفسي مدمنا على ذلك، أريد منكم أن تدعوا لي بالتوبة النصوح، ورجوعي الى الصلاة التي تربيت عليها والقرءان والأخلاق الحسنة، فهل لي من توبة؟ وكيف أساعد نفسي على تخطي هذه الفتنة وادعوا الله لي بالتوبة والعفو من هذه الفتن التي تحيط بي فإنني دائما أحاول الابتعاد ولكن أجد نفسي منغمسا في الشهوات، اللهم عافني واعف عني واغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم يا رب العالمين، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك ويعافيك من هذه البلاء، ثم اعلم ـ هداك الله ـ أنك مقيم على ذنب عظيم وجرم جسيم والواجب عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، واعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، ومن تاب إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، فإن الله تعالى يتوب عليه ويوفقه للاستقامة فلا تيأس من رحمة الله وأقبل على ربك تائبا منيبا إليه فإنه مهما كان ذنبك عظيما فإن عفو الله عز وجل أعظم.

ومما يعينك على التوبة أن تعلم خطورة ما ترتكبه وأنه من أعظم الذنوب وأشدها خطرا على دين العبد، وانظر الفتويين رقم: 124496، ورقم: 177029.

ومما يعينك على التوبة أن تستعين بالله تعالى فإنه سبحانه مقلب القلوب ولا يهتدي العبد إلا أن يهديه ربه تعالى، ومما يعينك على التوبة كذلك أن تتخذ صحبة صالحة من عباد الله المؤمنين الحريصين على الطاعة يكونون إخوانا لك في الله يذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت ويحملونك على الخير ويصرفونك عن الشر، ومما يعينك على التوبة إدمان الفكرة في الموت وما بعده والقيامة وأهوالها والجنة والنار وأحوال أهلهما فترغب وترهب وتخشى أن يصيبك الله بعقوبة من عنده فتهلك، ومما يعينك على التوبة أن تتفكر في أسماء الرب وصفاته وتستحضر أنه مطلع عليك شهيد على ما تفعله لا يخفى عليه شيء من أمرك فتستحيي أن تبارزه بالمعصية وهو ناظر إليك وتخجل من أن تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك، وعليك بالمجاهدة فإن الله وعد أهلها بالإعانة فقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وأشغل أوقات فراغك بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك من ذكر الله تعالى وحفظ كتابه وتعلم العلم النافع، والله يتوب عليك ويهديك لأرشد أمرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني