السؤال
أنا شاب جامعي، أعاني من وساوس كثيرة في أمور الطهارة، حيث أوسوس في رشاش الماء الذي يصيبني عند الاستبراء أو الذي يصيبني عند غسل اليدين ( أعلم أنه إذا تغير الماء يصبح نجسا ولكن كيف لي أن أعرف ما إذا تغير أم لا لأن النجاسة ضئيلة) وأعاني من الوسوسة في الوضوء حيث أعيد وضوئي أكثر من عشر مرات، ووسواس في خروج قطرات بول وحتى في غير وقت الوضوء والصلاة، وأعاني من الوسوسة في غسل الملابس من رشاش الماء، حيث عند وقت الصلاة في كل مرة أخرج بها من دورة المياه (أكرمكم الله ) أخرج مبتلا في كامل ثيابي حتى أصبحت أضعها في النشافة لتجفيفها .
أرجو مساعدتي في طرق التخلص من هذه الوساوس، مع أني أعلم أنه لا يجب الالتفات إليها و لكن لا أستطيع.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كنت تعرف العلاج وهو عدم الالتفات إلى الوساوس فلم يبق أمامك إلا تعاطي هذا العلاج لتتخلص من هذا الداء العضال، وزعمك أنك لا تستطيع هو من تلبيس الشيطان عليك وإيهامه لك، بل إنك بإرادتك القوية وعزيمتك الصادقة وقبل ذلك باستعانتك بالله تعالى قادر على التخلص من هذه الوساوس ورد كيد الشيطان في نحره، فمهما وسوس لك الشيطان بأنه قد أصابتك نجاسة فأعرض عن الوسوسة ولا تلتفت إليها حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بأنه قد أصابتك نجاسة، وهكذا في جميع المسائل سواء في الوضوء أو الصلاة أو غيرها، فلا تعر هذه الوساوس أي اهتمام، وقد يكون الأمر صعبا في بدايته ولكن مع التصميم والاستعانة بالله ومجاهدة النفس مجاهدة تامة، والرغبة الأكيدة في التعافي من هذا الداء سيحصل لك مقصودك من الشفاء بإذن الله، وإذا كان مرادك هو مرضاة الله تعالى، وكنت توسوس هذه الوساوس حذرا من أن تقع فيما يسخطه تعالى فإن رضاه تعالى في التزامك بشرعه وتنفيذك ما أمرك به، وقد شرع لك سبحانه أن تعرض عن هذه الوساوس فإنه سبحانه رحيم بعباده لطيف بهم، فاسترسالك مع الوساوس فضلا عن كونه يجلب لك مزيدا من المعاناة ويوقعك في الحرج العظيم ففيه أيضا مخالفة للشرع المطهر الذي لم يجعل علينا فيه ربنا من حرج فله الحمد. فمن الآن فجاهد نفسك وقرر قرارا لا رجعة فيه أن تعرض عن هذه الوساوس، ونحن نسأل الله أن يمن عليك بالشفاء التام والعافية العاجلة، ويمكنك لمزيد من الفائدة أن تراجع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.