الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشفاء من داء الوسوسة يتحقق بالإعراض عنها

السؤال

أولا شكرا جزيلا على جهودكم مع المسلمين.
توجد مشكلة: لقد بعثت ببعض المشاكل في رسائل ولكن تصلني رسائل وأسئلة أخرى ليس لي علاقة بها من الأساس.
لقد عانيت من الوسواس في بعض الحالات، والحمد الله لقد تخلصت منه، ولكن توجد أشياء لا أستيطع الحكم فيها وهي:
أولا: بعد الانتهاء من عملية الاستحمام لا أقوم بعملية مسح جسمي من الماء، ولكني ألبس ملابسي على هذا الماء، وهذه عادة منذ الصغر، ولكن في بعض الأحيان أشعر أن قطرات بول نزلت مني، أو عندما أقعد فجأة أشعر أنه يوجد ماء نزل مني في ملابسي الداخلية، مع العلم أني قد أنهيت من قبل الاستحمام عملية التبول وتطهير الدبر والعضو الآخر ولكن أشعر بها، ولكني أقول في نفسي هذه وسوسة وابتعد عنها. فهل هذا صحيح أم خطأ؟
ثانيا: في مرة من المرات داخل الحمام وكنت متضايقا جدا من احتباس للبول، وعندما دخلت للحمام ونزلت ملابسي نزلت مني قطرة أو قطرتان من البول ناحية الملابس، ولكن لأن الإضاءة في الحمام كانت مقفلة ولم أقم بتشغيلها، فلم أر في أي مكان بالضبط نزلت القطرات، وعندها قمت بلبس ملابسي بعد الفراغ من التبول ولبست بنطلونا آخر فوق ملابسي لأني شككت في عدم طهارة جسمي وملابسي. وعندما نمت ظللت نائما على جانب واحد من جسمي حتى لا يتنجس السرير الذي نمت عليه. فهل يكون السرير الذي نمت عليه تنجس أم لا؟ ولو تنجس كيف أطهره بعد هذه الأيام التي مرت كلها؟
ثالثا: في بعض الحمامات العامة توجد حمامات معلقة في الحائط، وكنت في يوم أريد أن أتبول، فتبولت فيها ولكن لا مجال للطهارة غير الماء الذي ينزل في هذه القاعدة المعلقة من فوق أو من أعلى مكان في هذه القاعدة المعلقة، فتطهرت منها مع العلم أنها لم تصل لمكان البول للأسف. فهل بهذه الطريقة تطهرت وهل يمكن أن أنضح ملابسي الداخلية بهذا الماء أم لا؟ ولقد ركبت السيارة بعدها فهل تنجس كرسي السيارة أم لا؟
أفتوني أعزكم الله. أرجو الرد بالله عليكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس أيها الأخ مبلغا عظيما، والذي ننصحك به هو ما ننصح به جميع المبتلين بهذا الداء وهو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601 ، فإذا شككت هل خرج منك شيء من البول أو لا فلا تلتفت إلى هذا الشك حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء، وإذا شككت هل أصابت النجاسة ملابسك أو فراشك فالأصل أنها لم تصبه، فاعمل بهذا الأصل حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلافه، فلا تلتفت إلى ما يعرض لك من شك بعد الاغتسال في أنه قد خرجت منك قطرات البول، وإن كنت شككت هل وصلت النجاسة إلى ملابسك أو لا فالأصل أنها لم تصل، وعلى فرض أن ملابسك كانت متنجسة فإن هذه النجاسة لا تنتقل إلى الفراش الذي كنت نائما عليه ولا إلى ما تجلس عليه من مقاعد أو غيرها، ولا حرج في الاستنجاء في الأماكن المذكورة، والماء المشار إليه والمعد للاستنجاء به فيها طاهر تزول به النجاسة إذا جرى على محل النجاسة، ولا حرج في نضح السراويل به. فدع عنك هذه الوساوس جملة وتفصيلا ولا تلق لها بالا نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني