الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أخذ الأب من مال أولاده

السؤال

والدي لا يصرف علينا وكلما يهمه هو نفسه فقط، ودائما في مشاكل معنا، وإخوتي بنوا أنفسهم ويصرفون على أمي وأختي وأسرهم وهو يريد أن يأخد منهم فلوسا وهم غير موافقين، وأمي من كثرة المشاكل كرهته ولا تسمع كلامه ولا تريد أن تراه، وفي مرة من المرات ألقى عليها يمين الطلاق، فهل يحق له أن يأخذ منهم رغم أنهم يصرفون على أمي وأختي الصغيرة وهو لا يعطيهم أي شيء؟
وما هو حكم موقف أمي تجاهه؟ وقد أصبحنا جميعا لا نحبه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الأب أن ينفق على أولاده الفقراء الذين لا كسب لهم، أما الأولاد الموسرون فلا يلزمه الإنفاق عليهم، وانظري الفتوى رقم: 25339.

وأما الزوجة: فلها على زوجها النفقة بكل حال ما لم تكن ناشزا، وإذا امتنع من الإنفاق عليها فلها رفع الأمر للقاضي الشرعي ليلزمه بالإنفاق أو الطلاق في حال عدم الإنفاق، وانظري الفتوى رقم: 126155.

وإذا كان أبوك قد طلق أمك طلاقا رجعيا فهي لا زالت في حكم الزوجة تجب لها النفقة والسكنى، وعليها طاعته في المعروف، فإن لم يراجعها حتى انقضت عدتها أو كان الطلاق بائنا فقد بانت منه ولا تلزمه نفقتها أو سكناها، وإذا لم يكن لها ما يكفيها فنفقتها واجبة على أولادها الموسرين، وأما ما يطلبه أبوك من إخوتك: فإن كان محتاجا فالواجب عليهم أن ينفقوا عليه بالمعروف، وإن لم يكن محتاجا فلا يلزمهم أن يعطوه شيئا، إلا أن يتبرعوا إحسانا وبرا به، وانظري قول العلماء في ذلك في الفتوى رقم: 133046.

وعلى أية حال، فإن حق أبيكم عليكم عظيم ومهما أساء أو قصر في حقكم فعليكم بره ومصاحبته بالمعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني