الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على قدر ذنب العبد يكون بعده عن ربه

السؤال

هل من الممكن أن يحب الله عبدا ويشعره بحبه ومعيته وبعد ذلك يزول الحب بسبب ذنوب العبد؟ فكلنا نذنب ونستغفر ويمكن أن نعمل ذنوبا من غير قصد وتبعدنا عن الله، وشكرا لك يا شيخ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أوضح الله لعباده الطريق التي ينالون بها محبته ويظفرون بمعيته سبحانه، وذلك يكون بفعل الفرائض ثم الاجتهاد في التقرب بالنوافل، ففي الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري في صحيحه يقول الله عز وجل: وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه.

ولا ريب في أن الذنوب تحول دون وصول العبد إلى هذه المراتب العالية، وبقدر ذنب العبد ومعصيته يكون بعده عن ربه والحجاب الذي بينه وبينه، فإذا علمت هذا وتبين لك طريق نيل محبة الله تعالى، وأنه يكون بفعل الأوامر وترك النواهي والاجتهاد في التقرب بالنوافل، فما عليك إلا أن تسلكي هذا الطريق واثقة بأنه من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله إليه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه الله سبحانه هرولة، فإن كنت قد فقدت ما كنت تجدينه من معية الله سبحانه وذوق حلاوة محبته والأنس به، فإن التقصير في الطاعة والتمادي في المعصية هو سبب ذلك، فإذا عالجت ذلك السبب بالاستقامة على الشرع عاد لك ما كنت تجدينه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني