الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يخاف إن طلب العلم أن يتبين له أن شيئا من عباداته باطلة

السؤال

أنا تائب تقريبا من حوالي سنتين، ولكن بعد توبتي تأتيني وساوس أنني كنت لا أغتسل أول ما بلغت، وتأتيني وساوس عن القبر وعن الموت وسكراته، وتأتيني وساوس أنني كنت أخطئ بغسلي ووضوئي، وتأتيني وساوس أنني كنت لا أنوي قبل الصلاة.
وأريد أن أطلب العلم ولكن بعض الأحيان إذا فكرت في طلب العلم أخاف أن أعرف أشياء لم أكن أفعلها في صلواتي وغسلي، ومن ثم أعيد صلواتي كلها، لأنني لم أكن أتمضمض وأستنشق قبل الغسل، لم أكن أعلم بهذا.
فماذا أفعل أرجوكم أرشدوني ؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فليس لها علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601 فمهما عرض لك الوسواس المذكور فلا تلتفت إليه ولا تعره اهتماما، وإذا شككت في كونك تركت ركنا أو واجبا في طهارتك أو صلاتك فلا تلتفت إلى هذا الشك، فإن الشك بعد الفراغ من العبادة لا أثر له، وانظر الفتوى رقم: 120064 ولا بد لك من طلب العلم لتعبد ربك على بصيرة، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر الفتوى رقم: 11280

وأما تكاسلك عن طلب العلم خوفا من أن يكون شيء من عباداتك السابقة باطلا فهو من تلبيس الشيطان وإغوائه لك، فإياك أن تنساق وراء شبهاته وإلا أضعت نفسك.

ثم إنه على فرض كونك أخللت بركن أو شرط من شروط الصلاة مثلا، فإن مذهب بعض العلماء أن من ترك شرطا أو ركنا جاهلا بوجوبه لم يلزمه القضاء، وانظر الفتوى رقم: 125226 وأما المضمضة والاستنشاق في الغسل فهما سنة على الراجح ولا يجبان، ومن ثم فلا يجب عليك إعادة ما صليته من صلوات بهذا الغسل الذي لم تتمضمض ولم تستنشق فيه، وانظر الفتوى رقم: 136296.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني