السؤال
ما هو هَدْيُ الرسول صلى الله عليه وسلم ِفي خطبتيه في الجمعة؟ بماذا كان يُكمِلُ كلا الخُطبتبن هل كما يفعلون اليوم َبقول: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، أو بماذا؟
ما هو هَدْيُ الرسول صلى الله عليه وسلم ِفي خطبتيه في الجمعة؟ بماذا كان يُكمِلُ كلا الخُطبتبن هل كما يفعلون اليوم َبقول: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، أو بماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لم يرد حديث صحيح يبين ماذا كان يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نهاية أي من الخطبتين، لكن ورد حديث يدل على أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات كل جمعة، دون تحديد لآخر الخطبة أو أولها.
فقد أخرج البزار والطبراني في معجمه الكبير عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات كل جمعة. وفي إسناده يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف، كما ذكر ذلك الهيثمي في مجمع الزوائد.
وورد أثر آخر فيه أن الاستغفار كان في نهاية الخطبة الثانية. فقد أخرج أبو داود في مراسيله عن ابن شهاب قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ فيجلس على المنبر، فإذا سكت المؤذن قام فخطب الخطبة الأولى، ثم جلس شيئا يسيرا، ثم قام فخطب الخطبة الثانية، حتى إذا قضاها استغفر ثم نزل فصلى.
وفي كلا الحديثين السابقين ضعف.
وقال ابن القيم في زاد المعاد: وكان يختم خطبته بالاستغفار.
ولم يورد دليلا، ولعله استأنس بالدليل السابق، أو بعموم أدلة الاستغفار.
وقد استحب أهل العلم الختم بالاستغفار.
قال النووي في المجموع: يستحب للخطيب أن يختم خطبته بقوله: أستغفر الله لي ولكم، ذكره البغوي.
وانظر كتاب الشامل في فقه الخطيب والخطبة ص 363
قال سعود الشريم: ... لم يثبت في هذه المسألة شيء بعينه من الاستغفار، ولعل الأمر في ذلك واسع، وإنما استشكل من استشكل المواظبة عليه والالتزام به في موضع بعينه.
ولو قيل بأولوية الختم بالاستغفار بالنظر إلى دعاء كفارة المجلس، وأن هذا مجلس وقع فيه كلام، فلا يبعد القول بذلك.
فعن أبي برزة الأسلمي قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. فقال رجل: يا رسول الله؛ إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى؟ فقال: كفارة لما يكون في المجلس. رواه أحمد والترمذي وأبو داود.
وأما الختم بمثل: " أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " فقد أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر «أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف يوم الفتح على راحلته يستلم الأركان بمحجنه، فلما خرج لم يجد مناخاً فنزل على أيدي الرجال فخطبهم، فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي أذهب عنكم عبّية الجاهلية وتكبرها بآبائها، الناس رجلان: برٌّ تقيّ كريمٌ على الله، وفاجرٌ شقيّ هّينٌ على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب. قال الله: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى } إلى قوله { خبير } ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم » .
ولا يخفى أن هذا ليس في خطبة الجمعة، ولكن لا مانع من فعله فيها قياسا على هذا، وقد ورد ذلك في ختام الخطب عن جماعة من السلف منهم أبوبكر. ذكره في كنز العمال.
وللاستفادة من معرفة هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الخطبة راجع زاد المعاد لابن القيم المجلد الأول فصل في هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبه.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني