السؤال
كيف أنصح جديد عهد بالإسلام؟ يوم إسلامه اكتشفوا له مخالفات قانونية عماهم الله عنها لمدة عجيبة، فكيف أنصحه؟ وهو يقول إنه لا يصح الاعتراض على قضاء الله وقدره، ويقول لن أسأله أن يعافيني من السجن، بل سأسأله فقط الأفضل لي ولديني ولآخرتي، كان مجرما من قبل ولعله إن دخل السجن أن يسلم على يده غيره من السجناء ويتفرغ لتعلم العربية والقرآن، وما زال شهر حتى إصدار الحكم النهائي من المحكمة، ولو قرر أن يسجن في بيته بمعنى أن لا يخرج لمدة معينة وإلا فسيسجن أربع سنوات أو ست وهو لم يتزوج بعد، فما رأيكم؟ وبم أنصحه لكي يصبر ويستقيم خلال تلك السنوات؟ وهل يصح عدم دعائه بالنجاة من السجن، إذ يرى مدة سجنه فرصة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تبين لنا الأمر الذي سألت عن كيفية نصحه بخصوصه، وعلى وجه العموم ينبغي أن ينصح بالحذر مستقبلا من كل ما يمكن أن يوقعه في الحرج ويعرضه إلى الأذى والوقوع في مساءلة الجهات الرسمية، خاصة وأنه قد أصبح مسلما مطلوب منه أن يكون قدوة للناس في الخير، وينبغي أن ينصح أيضا بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار ومرافقتهم، فإن ذلك كله مما يعينه على الثبات على الدين والعمل بما يرضي رب العالمين، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بوسائل الثبات يمكن مطالعة الفتويين رقم: 1208، ورقم: 12744.
وأما ما يخص السجن، فإن السجن نوع من البلاء، ويمكن أن يجد المسلم في السجن بعض الفوائد، إلا أن الغالب أن يكون فيه من الابتلاء والامتحان ما قد يعجز المسلم معه عما يبتغي تحقيقه فيه، وخاصة في زماننا هذا، ولذلك ينبغي للمسلم أن يسأل ربه أن يعافيه من السجن ومن كل ما يمكن أن يقود إليه ويكون سببا في دخوله، وقد قرر أهل العلم هنا أمرا مهما وهو أن الأخذ بالأسباب ـ ومنها الدعاء ـ لا منافاة بينه وبين الرضا بالقضاء والقدر، بل إن ذلك من باب دفع القدر بالقدر، أي دفع قدر البلاء بقدر الدعاء، ويمكن الاطلاع على كلامهم في هذا بالفتوى رقم: 154397.
ولم نفهم أيضا ما تعني بقولك: ولو قرر أن يسجن في بيته بمعنى ألا يخرج لمدة معينة وإلا فسيسجن لأربع سنوات أو ست وهو لم يتزوج بعد ـ فيمكن توضيحه لنا.
ومما ينبغي أن ينصح به تقوى الله تعالى في كل حال والمحافظة على الفرائض، والعمل على تزكية نفسه، وأن يكون قدوة للآخرين خارج السجن وفي السجن لو سجن، روى الترمذي عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن.
والله أعلم.