الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية زنا العين الأذن والكلام

السؤال

سؤالي هو: هل يجوز أن أنظر إلى الشخص الذي أحبه؟ أي بدون شهوة أو أي شيء من هذا القبيل؟ وهذا الشخص لا يعلم بحبي له ، لكن من طبيعة الإنسان أنه يحب أن يرى الشخص الذي يحب ، أو يسمع ما يقول ، فهل هذا يجوز أم لا؟ رغم أني أخاف أن يكون هذا تحت زنا العين أو شيء من هذا القبيل، فما هو زنا العين والأذن الخ.. ؟
جزاكم الله خير الجزاء، و شكرًا لكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل الحوادث مبداها من النظر ، ولذا أمر الله عباده المؤمنين والمؤمنات بالغض منه لأنه وسيلة للوقوع فيما لا يرضيه سبحانه، وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
قال في عون المعبود: قال القارئ: والمراد من الحظ، مقدمات الزنى من التمني والتخطي والتكلم لأجله والنظر واللمس والتخلي. انتهى فهذه وسائل قد توقع في الحرام .

فتحريم النظر : من باب سد الذرائع . وقد قيل :

سد الذرائع إلى المحرم حتم كفتحها إلى المنحتم

وسد الذرائع معناه عند أهل العلم: منع الأمر المباح في الأصل أو الظاهر لكونه يتوصل به إلى حرام أو يؤول إليه.

والمرأة إن وقع في قلبها حب رجل لعلمه أو فضله ونحو ذلك ، فغضت بصرها عنه ، وكتمت أمرها ، لم تأثم بما وقع في قلبها ، وأما إن أطلقت عينها ، وأذنها ، واستمتعت بالنظر والاستماع ، فقد وقعت في الحرام . وقد بينا أنواع الحب وحكمه في الإسلام في الفتويين رقم: 5707/13147.

وللمزيد حول معنى زنى العين انظري الفتوى رقم: 68751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني