السؤال
سؤالي: إذا كنت في الصلاة مثلا وتعاملت مع شخص لأول مرة أو حتى إذا كنت نظرت إليه قبل الصلاة، لما أدخل أصلي صورته تظل معلقة في عقلي، ولا أستطيع التخلص منها، وأصبح وأنا واقف بين يدي الله لا أدري ماذا أفعل، وأحاول أفهم الذي أقوله وأجاهد نفسي وأنا أناجي ربي بالفاتحة ألا تبقى صورة هذا الشخص في ذهني. هل هذا شرك أم ما هذا المرض وما كيفية التخلص منه؟ مع العلم أني متضايق من هذا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس ما ذكرته من الشرك نعيذك بالله منه، وإنما هو من الشيطان يريد صدك عن الإقبال على ربك بحضور وخشوع. فالشيطان حريص على إفساد العبادة على المسلم وخاصة الصلاة، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، ويقول: اذكر كذا واذكر كذا لما لم يذكره من قبل، حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى" والمراد بالتثويب: الإقامة.
فإذا وسوس لك في صلاتك ـ مثلا ـ فاستعذ بالله واتفل على يسارك ثلاثاً، فقد أخرج مسلم أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يَلْبِسُها عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذاك شيطان يقال له خنْزَب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً" قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
ثم اعلم أن المصلي عليه أن يحضر بقلبه وأن يخشع في صلاته ما استطاع ، فأجر الصلاة على قدر الخشوع فيها، وبقدر المجاهدة وبذل الجهد في تحصيل الخشوع يكون الثواب.
والله أعلم.